اعلم أَن الله، عز وجل، أمرهم في دخولهم بفعل وقول، فالفعل السجود، والقول: حطة، فغير القوم الفعل والقول.
فأما تغيير الفعل؛ ففيه خمسة أقوال.
أحدها: أنهم دخلوا متزحفين على أوْراكهم. رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. والثاني: أنهم دخلوا من قبل أستاههم، قاله ابن عباس وعكرمة. والثالث: أنهم دخلوا مقنعي رؤوسهم، قاله ابن مسعود. والرابع: أنهم دخلوا على حروف عيونهم، قاله مجاهد. والخامس: أنهم دخلوا مستقلين، قاله مقاتل. وأما تغيير القول؛ ففيه خمسة أقوال.
أحدها: أنهم قالوا مكان «حطة» حبة في شعرة، رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. والثاني: أنهم قالوا: حنطة، قاله ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، ووهب، وابن زيد. والثالث: أنهم قالوا: حنطة حمراء فيها شعرة، قاله ابن مسعود. والرابع: أنهم قالوا: حبة حنطة مثقوبة فيها شعيرة سوداء، قاله السدي عن أشياخه.
والخامس: أنهم قالوا سنبلاثا، قاله أبو صالح.
فاما الرجز؛ فهو العذاب، قاله الكسائي وأبو عبيدة والزجاج. وأنشدوا لرؤبة:
حتى وقمنا كيده بالرجز
وفي ماهية هذا العذاب ثلاثة أقوال. أحدها: أنه ظلمة وموت، مات منهم في ساعة واحدة، أربعة وعشرون ألفاً، وهلك سبعون ألفا عقوبة، قاله ابن عباس. والثاني: أنه أصابهم الطاعون، عذبوا به أربعين ليلة ثم ماتوا، قاله وهب بن منبه. والثالث: أنه الثلج، هلك به منهم سبعون ألفاً، قاله سعيد بن جبير.