قوله تعالى: {إِنَّكم مُتَّبَعُونَ} أي: يَتبعكم فرعون وقومه.
قوله تعالى: {إِنَّ هؤلاء} المعنى: وقال فرعون: إِن هؤلاء، يعني بني إِسرائيل {لَشِرْذِمَةٌ} قال ابن قتيبة: أي: طائفة. قال الزجاج: والشرذمة في كلام العرب: القليل. قال المفسرون: وكانوا ستمائة ألف، وإِنما استقلَّهم بالإِضافة إِلى جنده، وكان جنده لا يُحصى.
قوله تعالى: {وإِنَّهم لَنَا لَغَائِظُون} تقول: غاظني الشيء، إِذا أغضبك. قال ابن جرير: وذُكر أن غيظهم كان لقتل الملائكة من قَتَلَتْ من أبكارهم. قال: ويحتمل أن غيظهم لذهابهم بالعواري التي استعاروها من حُليِّهم، ويحتمل أن يكون لفراقهم إِياهم وخروجهم من أرضهم على كُره منهم.
قوله تعالى: {وإِنَّا لَجَمِيعٌ حَذِرون} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو: {حَذِرون} بغير ألف. وقرأ الباقون: {حاذِرون} بألف. وهل بينهما فرق؟ فيه قولان.
أحدهما: أن الحاذر: المستعدُّ، والحذر: المتيقّظ، وجاء في التفسير أن معنى حاذرين: مُؤْدُون، أي: ذَوو أداة، وهي السلاح، لأنها أداة الحرب.
والثاني: أنهما لغتان معناهما واحد؛ قال أبو عبيدة: يقال: رجل حَذِرٌ وحَذُرٌ وحاذرٌ. والمَقام الكريم: المنزل الحسن.
وفي قوله: {كذلك} قولان.
أحدهما: كذلك أفعل بمن عصاني، قاله ابن السائب.
والثاني: الأمر كذلك، أي: كما وصفنا، قاله الزجاج.
قوله تعالى: {وأورثناها بني إِسرائيل} وذلك أن الله تعالى ردَّهم إِلى مصر بعد غرق فرعون، وأعطاهم ما كان لفرعون وقومه من المساكن والأموال. وقال ابن جرير الطبري: إِنما جعل ديار آل فرعون مُلْكاً لبني إِسرائيل، ولم يَرْدُدْهم إِليها لكنه جعل مساكنهم الشام.