خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوۤءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ ٱلأَرْضِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ
٦٢
أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ بُشْرَاً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ تَعَالَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٦٣
أَمَّن يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وٱلأَرْضِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٦٤
قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ
٦٥
بَلِ ٱدَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ
٦٦
وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَآؤُنَآ أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ
٦٧
لَقَدْ وُعِدْنَا هَـٰذَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ
٦٨
قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ
٦٩
وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ
٧٠
وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٧١
قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ ٱلَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ
٧٢
وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ
٧٣
وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ
٧٤
وَمَا مِنْ غَآئِبَةٍ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
٧٥
-النمل

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { أمَّنْ يجيب المُضْطَرَّ } وهو: المكروب المجهود؛ { ويَكْشِفُ السُّوء } يعني الضُّرَّ { ويجعلُكم خُلَفَاءَ الأرض } أي: يُهلك قرناً وينشىء آخرين، و { تَذَكَّرون } بمعنى تتَّعظون. وقرأها أبو عمرو بالياء، والباقون بالتاء. { أمَّنْ يَهديكم } أي: يُرشدكم إِلى مقاصدكم إِذا سافرتم { في ظُلُمات البرِّ والبحر } وقد بيَّنَّاها في [الأنعام:63، 97] وشرحنا ما يليها من الكلمات فيما مضى [الأعراف:57، ويونس:4] إِلى قوله: { وما يَشْعُرونَ } يعني مَنْ في السموات والأرض { أيَّانَ يُبْعَثُونَ } أي: متى يُبْعَثون بعد موتهم.

قوله تعالى: { بل أَدْرَكَ عِلْمُهم في الآخرة } قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: { بل أَدْرَكَ } قال مجاهد: «بل» بمعنى «أم» والمعنى: لم يُدْرِكْ عِلْمُهم، وقال الفراء: المعنى: هل أَدرك عِلْمُهم عِلْم الآخرة؟ فعلى هذا يكون المعنى: إِنهم لا يقفون في الدنيا على حقيقة العِلْم بالآخرة. وقرأ نافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي: { بل ادّارَكَ } على معنى: بل تدارك، أي: تتابع وتلاحق، فأُدغمت التاء في الدال، ثم في معناها قولان.

أحدهما: بل تكامل عِلْمهم يوم القيامة لأنهم مبعوثون، قاله الزجاج. وقال ابن عباس: ما جهلوه في الدُّنيا، عَلِموه في الآخرة.

والثاني: بل تدارك ظَنُّهم وحَدْسهم في الحكم على الآخرة، فتارة يقولون: إِنها كائنة، وتارة يقولون: لا تكون، قاله ابن قتيبة. وروى أبو بكر عن عاصم: { بل ادّرَكَ } على وزن افتعل من أدركت.

قوله تعالى: { بل هم في شَكِّ منها } أي: بل هم اليوم في شك من القيامة { بل هم منها عَمُونَ } قال ابن قتيبة: أي: من عِلْمِها. وما بعد هذا قد سبق بيانه [النحل:127،المؤمنون:35، 82] إِلى قوله: { متى هذا الوعد } يعنون: العذاب الذي تَعِدنا. { قُلْ عسى أن يكون رَدِف لكم } قال ابن عباس: قَرُب لكم. وقال ابن قتيبة: تَبِعَكم، واللام زائدة، كأنه قال: رَدِفَكم.

وفي ما تبعهم مِمَّا استعجلوه قولان.

أحدهما: يوم بدر.

والثاني: عذاب القبر.

قوله تعالى: { وإِنَّ ربَّكَ لَذُو فَضْلٍ على النَّاس } قال مقاتل: على أهل مكة حين لا يعجل عليهم بالعذاب.

قوله تعالى: { وإِنَّ ربَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدورهم } أي: ما تُخفيه { وما يُعْلِنون } بألسنتهم من عداوتك وخلافك؛ والمعنى: أنه يجازيهم عليه. { وما مِنْ غائبة } أي: وما من جملة غائبة { إِلا في كتاب } يعني اللوح المحفوظ؛ والمعنى: إِنَّ عِلْم ما يستعجلونه من العذاب بَيِّنٌ عند الله وإِن غاب عن الخَلْق.