قوله تعالى: {لقد منَّ الله على المؤمنين} أي: أنعم عليهم. و «أنفسهم» جماعتهم، وقيل: نسبَهم. وقرأ الضحاك، وأبو الجوزاء: {من أنفَسهم} بفتح الفاء. وفي وجه الامتنان عليهم بكونه من أنفسهم أربعة أقوال.
أحدها: لكونه معروف النسب فيهم، قاله ابن عباس، وقتادة.
والثاني: لكونهم قد خبروا أمره، وعلموا صدقه، قاله الزجاج.
والثالث: ليسهل عليهم التعلم منه، لموافقة لسانه للسانهم، قاله أبو سليمان الدمشقي.
والرابع: لأن شرفهم يتم بظهور نبي منهم، قاله الماوردي.
وهل هذه الآية خاصة أم عامة؟ فيه قولان.
أحدهما: أنها خاصة للعرب، روي عن عائشة والجمهور.
والثاني: أنها عامة لسائر المؤمنين، فيكون المعنى أنه ليس بملكٍ، ولا من غير بني آدم، وهذا اختيار الزجاج. وقد سبق في (البقرة) بيان باقي الآية.