قوله تعالى: {فإذا مَسَّ الإِنسانَ ضُرٌ دعانا} قال مقاتل: هو أبو حذيفة ابن المغيرة، وقد سبق في هذه السورة نظيرها [الزمر: 8] وإنما كنّى عن النِّعمة بقوله {أُوتيتُه}، لأن المراد بالنِّعمة: الإنعام.
{على عِلْمٍ} عندي، أي: على خيرٍ عَلِمَهُ اللهُ عندي. وقيل: على عِلْمٍ مِنَ الله بأنِّي له أهلٌ، قال الله تعالى: {بل هي} يعني النِّعمة التي أنعم [اللهُ] عليه بها {فِتْنَةٌ} أي: بلوى يُبْتَلى بها العبدُ لِيَشْكُرَ أو يكفُر، {ولكنَّ أكثرهم لا يَعْلَمونَ} أن ذلك استدراج لهم وامتحان. وقيل: "بل هي" أي: المقالة التي قالها فتنةٌ.
{قد قالها} يعني تلك الكلمة، وهي قوله: {إِنما أُوتيتُة على عِلْمٍ} {الذين مِنَ قَبْلِهم} وفيهم قولان:
أحدهما: أنَّهم الأًمم الماضية، قاله السدي.
والثاني: قارون، قاله مقاتل.
قوله تعالى: {فما أغنى عنهم} أي: ما دفع عنهم العذاب {ما كانوا يَكْسِبونَ} وفيه ثلاثة أقوال:
أحدها: من الكفر.
والثاني: من عبادة الأصنام.
والثالث: من الأموال.
{فأصابهم سيِّئاتُ ما كسَبوا} أي: جزاءُ سيِّئاتهم، وهو العذاب.
ثم أوعد كُفَّار مكَّة، فقال: {والذين ظَلَموا مِنْ هؤلاء سيُصيبُهم سيِّئاتُ ما كسَبوا وما هم بمُعْجِزينَ} أي: إِنهم لا يُعْجِزونَ الله ولا يَفوتونه.
قال مقاتل: ثم وعظهم لِيَعْلَموا وحدانيتَّه حين مُطِروا بعد سبع سنين، فقال: {أوَلَم يَعْلَموا أنَّ الله يَبْسُطُ الرِّزق لِمَنْ يشاءُ ويَقْدِرُ إن في ذلك} أي: في بَسْطِ الرِّزق وتقتيره {لآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنونَ}.