قوله تعالى: { إِلا الذين تابوا } قال مقاتل: سبب نزولها: أن قوماً قالوا عند ذكر مستقر المنافقين: فقد كان فلان وفلان منافقين. فتابوا، فكيف يُفْعَل بهم؟ فنزلت هذه الآية. ومعنى الآية: إِلا الذين تابوا من النفاق { وأصلحوا } أعمالهم بعد التوبة { واعتصموا بالله } أي: استمسكوا بدينه. { وأخلصوا دينهم } فيه قولان.
أحدهما: أنه الإِسلام، وإِخلاصه: رفع الشرك عنه، قاله مقاتل.
والثاني: أنه العمل، وإِخلاصه: رفع شوائِب النفاق والرياء منه، قاله أبو سليمان الدمشقي.
قوله تعالى: { فأولئك مع المؤمنين } في "مع" قولان.
أحدهما: أنها على أصلها، وهو الاقتران. وفي ماذا اقترنوا بالمؤمنين؟ فيه قولان.
أحدهما: في الولاية، قاله مقاتل. والثاني: في الدين والثواب، قاله أبو سليمان.
والثاني: أنها بمعنى «مِن» فتقديره: فأولئك من المؤمنين، قاله الفراء.