خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُـمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى ٱلإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ
١٠
قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ
١١
ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ كَـفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فَٱلْحُكْمُ للَّهِ ٱلْعَلِـيِّ ٱلْكَبِيرِ
١٢
-غافر

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { إِنَّ الذين كَفَروا ينادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ } قال المفسِّرون: لمّا رأوْا أعمالَهم وأُدخِلوا النّارِ مَقَتُوا أنفُسَهم لِسُوءِ فِعْلِهم، فناداهم مُنادٍ: لَمَقْتُ الله إيّاكم في الدُّنيا { إِذ تُدْعَوْنَ إِلى الإِيمان فتكفُرونَ } أكبرُ مِنْ مقتكم أنفُسكم.

ثم أخبر عما يقولون في النار بقوله { ربَّنا أَمَتَّنا اثْنَتَيْنِ وأَحْيَيْتَنا اثْنَتَيْنِ } وهذا مثل قوله { { وكنتم أمواتاً فأحياكم ثُمَّ يميتُكم ثُمَّ يُحْييكم } [البقرة:28] وقد فسَّرناه هنالك.

قوله تعالى: { فهل إِلى خُروج } أي: من النار إِلى الدنيا لنعملَ بالطاعة { مِنْ سَبيلٍ }؟ وفي الكلام اختصار، تقديره: فَأُجيبوا أن لا سبيل إِلى ذلك؛ وقيل لهم { ذلكم } يعني العذاب الذي نزل بهم { بأنَّه إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَه كَفَرتم } أي: إِذا قيل "لا إله إلا الله" أنكرَتم، وإن جُعل له شريكٌ آمنتم، { فالحُكم لله } فهو الذي حكم على المشركين بالنار. وقد بيَّنَّا في سورة [البقرة:255] معنى العليّ وفي [الرعد:9] معنى الكبير.