قوله تعالى: { فلذلك فادْعُ } قال الفراء: المعنى: فالى ذلك، تقول: دعوتُ إلى فلان، ودعوت لفلان، و"ذلك" بمعنى "هذا"؛ وللمفسرين قولان:
أحدهما: أنه القرآن، قاله ابن السائب.
والثاني: أنه التوحيد، قاله مقاتل.
قوله تعالى: { ولا تَتَّبِعْ أهواءَهم } يعني: أهل الكتاب، لأنهم دعَوه إلى دينهم.
قوله تعالى: { وأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بينَكم } قال بعض النحويِّين المعنى: أًمِرْتُ كي أَعْدِلَ. وقال غيره المعنى: أُمِرْتُ بالعَدْل. وتقع "أُمِرْتُ" على "أن"، وعلى "كي" وعلى "اللام" يقال أُمِرْتُ أن أعدل، وكي أعدل، ولأعدل.
ثم في ما أُمِرَ أن يَعْدِلَ فيه قولان.
أحدهما: في الأحكام إذا ترافعوا إليه.
والثاني: في تبليغ الرسالة.
قوله تعالى: { اللهُ ربُّنا وربُّكم } أي: هو آلهنا وإن اختلفنا، فهو يجازينا بأعمالنا، فذلك قوله: { لنا أعمالُنا } أي: جزاؤها.
{ لا حُجَّةَ بينَنا وبينكم } قال مجاهد: لا خصومة بينَنا وبينَكم.
فصل
وفي هذه الآية قولان:
أحدهما: أنها اقتضت الاقتصار على الإنذار، وذلك قبل القتال، ثم نزلت آية السيف فنسختْها، قاله الأكثرون.
والثاني: أن معناها: إن الكلام ـ بعد ظُهور الحُجج والبراهين ـ قد سقط بيننا، فعلى هذا هي مُحْكَمة، حكاه شيخنا عليّ بن عبيد الله عن طائفة من المفسرين.
قوله تعالى: { والذين يُحاجُّونَ في الله } أي: يُخاصِمون في دِينه. قال قتادة: هم اليهود، قالوا كتابُنا: قَبْلَ كتابكم، ونبيُّنا قبل نبيِّكم، فنحن خيرٌ منكم. وعلى قول مجاهد: هم المشركون، طمعوا أن تعود الجاهلية.
قوله تعالى: { مِنْ بَعْدِ ما استُجيب له } أي: من بعد إجابة الناس إلى الإسلام { حُجَّتُهم داحضة } أي: خصومتهم باطلة.