خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَآءَ وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً وَآتَاكُمْ مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن ٱلْعَٱلَمِينَ
٢٠
-المائدة

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { إِذ جعل فيكم أنبياء } فيهم قولان.

أحدهما: أنهم السبعون الذين اختارهم موسى، وانطلقوا معه إِلى الجبل، جعلهم الله أنبياء بعد موسى، وهارون، وهذا قول ابن السائب، ومقاتل.

والثاني: أنهم الأنبياء الذين أُرْسِلوا من بني إِسرائيل بعد موسى، ذكره الماوردي. وبماذا جعلهم ملوكاً؟ فيه ثمانية أقوال.

أحدها: بالمن والسلوى والحجر.

والثاني: بأن جعل للرجل منهم زوجةً وخادماً.

والثالث: بالزوجة والخادم والبيت، رويت هذه الثلاثة عن ابن عباس، وهذا الثالث اختيار الحسن، ومجاهد.

والرابع: بالخادم والبيت، قاله عكرمة.

والخامس: بتمليكهم الخدم، وكانوا أول مَن تملَّك الخدم، ومن اتخذ خادماً فهو ملك، قاله قتادة.

والسادس: بكونهم أحراراً يملك الإِنسان منهم نفسه وأهله وماله، قاله السدّي.

والسابع: بالمنازل الواسعة، فيها المياه الجارية، قاله الضحاك.

والثامن: بأن جعل لهم الملك والسلطان، ذكره الماوردي.

قوله تعالى: { وآتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين } اختلفوا فيمن خوطب بهذا على قولين.

أحدهما: أنهم قوم موسى، وهذا مذهب ابن عباس، ومجاهد. قال ابن عباس: ويعني بالعالمين: الذين هم بين ظهرانيهم. وفي الذي آتاهم ثلاثة أقوال.

أحدها: المن والسّلوى والحجر والغمام، رواه مجاهد عن ابن عباس وقال به.

والثاني: أنه الدار والخادم والزوجة، رواه عطاء عن ابن عباس. قال ابن جرير: ما أُوتي أحد من النِّعم في زمان قوم موسى ما أُوتوا.

والثالث: كثرة الأنبياء فيهم، ذكره الماوردي.

والثاني: أن الخطاب لأُمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا مذهب سعيد بن جبير، وأبي مالك.