قوله تعالى: { وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا } فيمن أريد بهذه الآية ثلاثة أقوال.
أحدها: المشركون.
والثاني: اليهود.
والثالث: أصحاب الأهواء. والآيات: القرآن. وخوض المشركين فيه: تكذيبهم به، واستهزاؤهم، ويقاربه خوض اليهود، وخوض أهل الأهواء بالمراء والخصومات.
قوله تعالى: { فأعرض عنهم } أي: فاترك مجالستهم، حتى يكون خوضهم في غير القرآن. { وإما ينسينك } وقرأ ابن عامر: «يُنَسِّينَّكَ» بفتح النون، وتشديد السين، والنون الثانية. ومثل هذا: غَرّمْتُهُ وأغرمتُه. وفي التنزيل.
{ فمهِّل الكافرين أمهلهم } [الطارق: 17]. والمعنى: إذا أنساك الشيطان، فقعدت معهم ناسياً نَهْيَنَا لك، فلا تقعد بعد الذكرى. والذكر والذكرى: واحد. قال ابن عباس: قم إذا ذكرته؛ والظالمون: المشركون.