خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَآءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيۤ أَرْضِ ٱللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
٧٣
وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ ٱلْجِبَالَ بُيُوتاً فَٱذْكُرُوۤاْ آلآءَ ٱللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ
٧٤
-الأعراف

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { وإلى ثمود } قال أبو عمرو بن العلاء: سميت ثمود: لقلَّة مائها. قال ابن فارس: الثَّمد: الماء القليل الذي لا مادة له.

قوله تعالى: { هذه ناقة الله } في إضافتها إليه قولان. أحدهما: أن ذلك للتخصيص والتفضيل، كما يقال: بيت الله. والثاني: لأنها كانت بتكوينه من غير سبب.

قوله تعالى: { لكم اية } أي: علامة تدل على قدرة الله؛ وإنما قال: «لكم» لأنهم هم الذين اقترحوها، وإن كانت آية لهم ولغيرهم.

وفي وجه كونها آية قولان.

احدهما: أنها خرجت من صخرة ملساء، فتمخَّضت بها تمخُّضَ الحامل، ثم انفلقت عنها على الصفة التي طلبوها.

والثاني: أنها كانت تشرب ماء الوادي كله في يوم، وتسقيهم اللبن مكانه.

قوله تعالى: { فذروها تأكل في أرض الله } قال ابن الانباري: ليس عليكم مؤنتها وعلفها. «وتأكل» مجزوم على جواب الشرط المقدر، أي: إن تذروها تأكل.

قوله تعالى: { ولا تمسوها بسوء } أي: لا تصيبوها بعقر.

قوله تعالى: { وبوَّأكم في الأرض } أي: أنزلكم. يقال: تبوأ فلان منزلاً: إذا نزله. وبوَّأتُهُ: أنزلته. قال الشاعر:

وبُوِّئتْ في صَمْيمِ مَعْشَرِهَا فَتَمَّ في قَوْمِها مُبَوَّؤوهَا

أي: أنزلت من الكريم في صميم النسب؛ قاله الزجاج.

قوله تعالى: { تتخذون من سهولها قصوراً } السهل: ضد الحزن. والقصر: ما شُيِّد وعلا من المنازل. قال ابن عباس: اتخذوا القصور في سهول الأرض للصيف، ونقبوا في الجبال للشتاء، قال وهب بن منبه: كان الرجل منهم يبني البنيان، فتمر عليه مائة سنة، فيخرب، ثم يجدده، فتمر عليه مائة سنة، فيخرب، ثم يجدده، فتمر عليه مائة سنة، فيخرب، فأضجرهم ذلك، فأخذوا من الجبال بيوتاً.