خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـٰؤُلاۤءِ دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
٤٩
-الأنفال

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { إذ يقول المنافقون } قال ابن عباس: هم قوم من أهل المدينة من الأوس والخزرج. فأما الذين في قلوبهم، مرض ففيهم ثلاثة أقوال.

أحدها: أنهم قوم كانوا قد تكلَّموا بالإِسلام بمكة، فأخرجهم المشركون معهم يوم بدر كُرهاً؛ فلما رأوا قلَّة المسلمين وكثرة المشركين، ارتابوا ونافقوا، وقالوا: { غرَّ هؤلاءِ دينُهم }، قاله أبو صالح عن ابن عباس، وإليه ذهب الشعبي في آخرين. وعدَّهم مقاتل، فقال: كانوا سبعة: قيس بن الوليد بن المغيرة، وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة، والحارث بن زمعة، وعلي بن أمية بن خلف، والعاص بن منية بن الحجاج، والوليد بن الوليد بن المغيرة، والوليد ابن عتبة ابن ربيعة.

والثاني: أنهم المشركون، لما رأوا قلة المسلمين، قالوا: { غرَّ هؤلاءِ دينُهم } رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال الحسن.

والثالث: أنهم قوم مرتابون، لم يظهروا عداوة النبي صلى الله عليه وسلم، ذكره الماوردي. والمرض هاهنا: الشك، والإشارة بقوله: { هؤلاء } إلى المسلمين؛ وإنما قالوا هذا، لأنهم رأوا قلَّة المسلمين، فلم يشكّوا في أن قريشاً تغلبهم.