{ اذْكُرْ نِعْمَتِى } ذكره بها وإن كان لها ذاكراً ليتلو على الأمم ما خصه به من الكرامات والمعجزات، أو ليؤكد حجته، ويرد به جاحده. { أَيَّدتُّكَ } قويتك من الأيد، ليدفع عنه ظلم اليهود والكافرين به، أو قوّاه على أمر دينه. { بِرُوحِ الْقُدُسِ } جبريل ـ عليه السلام ـ والقدس هو الله ـ تعالى ـ { تُكَلِّمُ النَّاسَ فِى الْمَهْدِ } تعرفهم بنبوتك، ولم يتكلم في المهد من الأنبياء غيره، وبعث إليهم لما ولد وكان كلامه معجزة له، وكلمهم كهلاً بالدعاء إلى الله ـ تعالى ـ وإلى الصلاة، والزكاة، وذلك لما صار ابن ثلاثين سنة ثم رفع. { الْكِتَابَ } الخط، أو جنس الكتب. { وَالْحِكْمَةَ } العلم بما في تلك الكتب، أو جميع ما يحتاج إليه في دينه ودنياه { تَخْلُقُ } تصور. { فَتَنفُخُ فِيهَا } الروح، والروح: جسم تولى نفخها في الجسم المسيح، أو جبريل ـ عليهما السلام ـ { فَتَكُونُ طَيْراً } تصير بعد النفخ لحماً ودماً، ويحيا بإذن الله لا بفعل المسيح. { وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ } تدعو بإبرائهما، وبإحياء الموتى فأُجيب دعاءك، نسبه إليه لحصوله بدعائه، ويجوز أن يكون إخراجهم من قبورهم فعلاً للمسيح ـ عليه الصلاة والسلام ـ بعد إحياء الله ـ تعالى ـ لهم، قال ابن الكلبي: والذين أحياهم رجلان وامرأة.