{ وَلِكُلّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ } يبعث إليهم لينبههم على التوحيد ويدعوهم إلى دين الحق { فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ } بالبينات فكذبوه ولم يتبعوه { قُضِىَ بَيْنَهُمْ } بين النبي ومكذبيه { بِٱلْقِسْطِ } بالعدل فأنجى الرسول وعذب المكذبين، أو لكل أمة من الأمم يوم القيامة رسول تنسب إليه وتدعى به فإذا جاء رسولهم الموقف ليشهد عليهم بالكفر والإيمان قضى بينهم بالقسط { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } لا يعذب أحد بغير ذنبه. ولما قال { وإما نرينك بعض الذي نعدهم } أي من العذاب استعجلوا لما وعدوا من العذاب نزل { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } أي وعد العذاب { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } أن العذاب نازل وهو خطاب منهم للنبي والمؤمنين { قُلْ } يا محمد { لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّا } من مرض أو فقر { وَلاَ نَفْعاً } من صحة أو غنى { إِلاَّ مَا شَاء ٱللَّهُ } استثناء منقطع أي ولكن ما شاء الله من ذلك كائن فكيف أملك لكم الضر وجلب العذاب { لِكُلّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } لكل أمة وقت معلوم للعذاب مكتوب في اللوح فإذا جاء وقت عذابهم لا يتقدمون ساعة ولا يتأخرون فلا تستعجلوا { قُلْ أَرَءيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ } الذي تستعجلونه { بَيَاتًا } نصب على الظرف أي وقت بيات وهو الليل وأنتم ساهون نائمون لا تشعرون { أَوْ نَهَارًا } وأنتم مشتغلون بطلب المعاش والكسب{ مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ } أي من العذاب، والمعنى أن العذاب كله مكروه موجب للنفور فأي شيء تستعجلون منه وليس شيء منه يوجب الاستعجال؟ والاستفهام في { ماذا } يتعلق بـ { أرأيتم } لأن المعنى أخبروني ماذا يستعجل منه المجرمون. وجواب الشرط محذوف وهو تندموا على الاستعجال، أو تعرفوا الخطأ فيه. ولم يقل «ماذا يستعجلون منه» لأنه أريدت الدلالة على موجب ترك الاستعجال وهو الإجرام، أو { ماذا يستعجل منه المجرمون } جواب الشرط نحو «إن أتيتك ماذا تطعمني» ثم تتعلق الجملة بـ { أرأيتم } أو