{ وَيَٰقَوْمِ لاَّ أَسْـئَلُكُمْ عَلَيْهِ } على تبليغ الرسالة لأنه مدلول قوله { إني لكم نذير } { مَالاً } أجراً يثقل عليكم إن أديتم أو عليّ أن أبيتم { إِنْ أَجْرِىَ } مدني وشامي وأبو عمرو وحفص { إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنو } جواب لهم حين سألوا طردهم ليؤمنوا به أنفة من المجالسة معهم { أَنَّهُم مُّلَـٰقُوا رَبّهِمْ } فيشكونني إليه إن طردتهم { وَلَـٰكِنّى أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ } تتسافهون على المؤمنين وتدعونهم أراذل، أو تجهلون لقاء ربكم أو أنهم خير منكم { وَيٰقَوْمِ مَن يَنصُرُنِى مِنَ ٱللَّهِ } من يمنعني من انتقامه{ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } تتعظون{ وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَائِنُ ٱللَّهِ } فأدعي فضلاً عليكم بالغنى حتى تجحدوا فضلي بقولكم { وما نرى لكم علينا من فضل } { وَلا أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ } حتى أطلع على ما في نفوس أتباعي وضمائر قلوبهم وهو معطوف على { عندي خزائن الله } أي لا أقول عندي خزائن الله ولا أقول أنا أعلم الغيب { وَلا أَقُولُ إِنّى مَلَكٌ } حتى تقولوا إلى { ما أنت إلا بشر مثلنا } { وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِى أَعْيُنُكُمْ } ولا أحكم على من استرذلتم من المؤمنين لفقرهم { لَن يُؤْتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيْرًا } في الدنيا والآخرة لهوانه عليه مساعدة لكم ونزولاً على هواكم { ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِى أَنفُسِهِمْ } من صدق الاعتقاد وإنما على قبول ظاهر إقرارهم إذ لا أطلع على خفي أسرارهم { إِنّى إِذًا لَّمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ } إن قلت شيئاً من ذلك. والازدراء افتعال من زرى عليه إذا عابه وأصله تزتري فأبدلت التاء دالاً.
{ قَالُواْ يَا نُوحٌ قَدْ جَادَلْتَنَا } خاصمتنا { فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا } من العذاب { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ } في وعدك
.