{يُوسُفُ أَيُّهَا ٱلصّدِيقُ } أيها البليغ في الصدق وإنما قال له ذلك لأنه ذاق وتعرف صدقه في تأويل رؤياه ورؤيا صاحبه حيث جاء كما أوَّل {أَفْتِنَا فِى سَبْعِ بَقَرٰتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَـٰتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَـٰبِسَـٰتٍ لَّعَلّى أَرْجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ } إلى الملك وأتباعه {لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ } فضلك ومكانك من العلم فيطلبوك ويخلصوك من محنتك {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعُ سِنِينَ } هو خبر في معنى الأمر كقوله:
{ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلأَخِرِ وَتُجَـٰهِدُونَ } } )الصف: 11) دليله قوله {فذروه في سنبله} وإنما يخرج الأمر في صورة الخبر للمبالغة في وجود المأمور به فيجعل كأنه موجود فهو يخبر عنه {دَأَبًا } بسكون الهمزة وحفص يحركه وهما مصدرا دأب في العمل، وهو حال من المأمورين أي دائبين {فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِى سُنبُلِهِ } كي لا يأكله السوس {إِلاَّ قَلِيلاً مّمَّا تَأْكُلُونَ } في تلك السنين {ثُمَّ يَأْتِى مِن بَعْدِ ذٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ } هو من إسناد المجاز جعل كل أهلهن مسنداً إليهن {مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ } أي في السنين المخصبة {إِلاَّ قَلِيلاً مّمَّا تُحْصِنُونَ }تحرزون وتخبئون.