خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
١
يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ بِٱلْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوۤاْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱتَّقُونِ
٢
-النحل

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

كانوا يستعجلون ما وعدوا من قيام الساعة ونزول العذاب بهم يوم بدر استهزاء وتكذيباً بالوعد فقيل لهم: { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ } أي هو بمنزلة الآتي الواقع وإن كان منتظراً لقرب وقوعه { فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَـٰنَهُ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } تبرأ جل وعز عن أن يكون له شريك وعن إشراكهم، فـ { ما } موصولة أو مصدرية، واتصال هذا باستعجالهم من حيث إن استعجالهم استهزاء وتكذيب وذلك من الشرك { يُنَزِّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ } وبالتخفيف مكي وأبو عمرو { بِٱلْرُّوحِ } بالوحي أو بالقرآن لأن كلاً منهما يقوم في الدين مقام الروح في الجسد أو يحيي القلوب الميتة بالجهل { مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُواْ } أن مفسرة لأن تنزيل الملائكة بالوحي فيه معنى القول ومعنى أنذروا { أَنَّهُ لآ إِلَـٰهَ إِلا أَنَاْ فَٱتَّقُونِ } أعلموا بأن الأمر ذلك من نذرت بكذا إذا علمته، والمعنى أعلموا الناس قولي لا إلٰه إلَّا أنا فاتقون فخافون. وبالياء: يعقوب، ثم دل على وحدانيته وأنه لا إلٰه إلا هو بما ذكر مما لا يقدر عليه غيره من خلق السماوات والأرض وهو قوله