{ وَقِيلَ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ } الشرك { مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا } وإنما نصب هذا ورفع { أساطير } لأن التقدير هنا أنزل خيراً فأطبقوا الجواب على السؤال وثمة التقدير هو أساطير الأولين فعدلوا بالجواب عن السؤال { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِى هٰذِهِ ٱلْدُّنْيَا } أي آمنوا وعملوا الصالحات أو قالوا: لا إلٰه إلا الله { حَسَنَةٌ } بالرفع أي ثواب وأمن وغنيمة وهو بدل من { خيراً } حكاية لقول { الذين اتقوا } أي قالوا هذا القول فقدم عليه تسميته خيراً. ثم حكاه، أو هو كلام مستأنف عدة للقائلين وجعل قولهم من جملة إحسانهم { وَلَدَارُ ٱلاْخِرَةِ خَيْرٌ } أي لهم في الآخرة ما هو خير منها كقوله
{ فَـآتَـٰهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ } [آل عمران: 148] { وَلَنِعْمَ دَارُ ٱلْمُتَّقِينَ } دار الآخرة فحذف المخصوص بالمدح لتقدم ذكره { جَنَّـٰتُ عَدْنٍ } خبر لمبتدأ محذوف أو هي المخصوص بالمدح { يَدْخُلُونَهَا } حال { تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللهُ ٱلمُتَّقِيْنَ ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّـٰهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ طَيِّبِينَ } طاهرين من ظلم أنفسهم بالكفر لأنه في مقابلة ظالمي أنفسهم { يَقُولُونَ سَلَـٰمٌ عَلَيْكُمُ } قيل: إذا أشرف العبد المؤمن على الموت جاءه ملك، فقال: السلام عليك يا ولي الله، الله يقرأ عليك السلام، ويبشره بالجنة ويقال لهم في الآخرة { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } بعملكم { هَلْ يَنظُرُونَ } ما ينتظر هؤلاء الكفار { إِلا أَن تَأْتِيهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ } لقبض أرواحهم. وبالياء: علي وحمزة { أَوْ يَأْتِىَ أَمْرُ رَبِّكَ } أي العذاب المستأصل أو القيامة { كَذٰلِكَ } مثل ذلك الفعل من الشرك والتكذيب { فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ } بتدميرهم { وَلَـٰكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } حيث فعلوا ما استحقوا به التدمير