خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً
٥٢
وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً
٥٣
رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً
٥٤
وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً
٥٥
-الإسراء

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ يَوْمَ يَدْعُوكُمْ } إلى المحاسبة وهو يوم القيامة { فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ } أي تجيبون حامدين والباء للحال. عن سعيد بن جبير: ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون سبحانك اللهم وبحمدك { وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً } أي لبثاً قليلاً أو زماناً قليلاً في الدنيا أو في القبر.

{ وَقُل لّعِبَادِى } وقل للمؤمنين { يَقُولُواْ } للمشركين الكلمة { ٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ } وألين ولا يخاشنوهم وهي أن يقولوا يهديكم الله { إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ } يلقي بينهم الفساد ويغري بعضهم على بعض ليوقع بينهم المشاقة. والنزغ: إيقاع الشر وإفساد ذات البين. وقرأ طلحة: { ينزغ } بالكسر وهما لغتان { إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ كَانَ لِلإِنْسَـٰنِ عَدُوّا مُّبِينًا } ظاهر العداوة أو فسر { التي هي أحسن } بقوله: { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ } بالهداية والتوفيق { أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذّبْكُمْ } بالخذلان أي يقولوا لهم هذه الكلمة ونحوها ولا يقولوا لهم إنكم من أهل النار وإنكم معذبون وما أشبه ذلك مما يغيظهم ويهيجهم على الشر. قوله: { إن الشيطان ينزع بينهم }. اعتراض { وَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } حافظاً لأعمالهم وموكولاً إليك أمرهم وإنما أرسلناك بشيراً ونذيراً فدارهم ومر أصحابك بالمداراة { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ } وبأحوالهم وبكل ما يستأهل كل واحد منهم.

{ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ } فيه إشارة إلى تفضيل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله: { وءاتينا داوُود زَبوراً } دلالة على وجه تفضيله وأنه خاتم الأنبياء، وأن أمته خير الأمم لأن ذلك مكتوب في زبور داود قال الله تعالى: { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذّكْرِ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ ٱلصَّـٰلِحُونَ } [الأنبياء: 105] وهم محمد وأمته. ولم يعرف الزبور هنا وعرفه في قوله: { ولقد كتبنا في الزبور } لأنه كالعباس وعباس والفضل وفضل