خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً
٨٧
قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنْسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً
٨٨
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً
٨٩
وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعاً
٩٠
أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ ٱلأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً
٩١
-الإسراء

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ إِلاَّ رَحْمَةً مّن رَّبّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا } أي إلا إن يرحمك ربك فيرده عليك كأن رحمته تتوكل عليه بالرد، أو يكون على الاستثناء المنقطع أي ولكن رحمة من ربك تركته غير مذهوب به، وهذا امتنان من الله تعالى ببقاء القرآن محفوظاً بعد المنة العظيمة في تنزيله وتحفيظه ونزل جواباً لقول النضر: { { لو نشاء لقلنا مثل هذا } [الأنفال:21]

{ قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } معيناً و{ لا يأتون } جواب قسم محذوف، ولولا اللام الموطئة لجاز أن يكون جواباً للشرط كقوله:

يقول لا غائب مالي ولا حرم

لأن الشرط وقع ماضياً أي لو تظاهروا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن في بلاغته وحسن نظمه وتأليفه لعجزوا عن الإتيان بمثله { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا } رددنا وكررنا { لِلنَّاسِ فِي هَـــٰــذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } من كل معنى هو كالمثل في غرابته وحسنه { فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً } جحوداً. وإنما جاز { فأبى أكثر الناس إلا كفوراً } ولم يجز «ضربت إلا زيداً» لأن أبى متأول بالنفي كأنه قيل: فلم يرضوا إلا كفوراً. ولما تبين إعجاز القرآن وانضمت إليه المعجزات الأخر ولزمتهم بالحجة وغلبوا اقترحوا الآيات فعل المبهوت المحجوج المتحير.

{ وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتّىٰ تفْجُرَ لَنَا } وبالتخفيف: كوفي { مِنَ الأرْضِ } أي مكة { يَنبُوعاً } عيناً غزيرة من شأنها أن تنبع بالماء لا تقطع، يفعول من نبع الماء { أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ } والتشديد هنا مجمع عليه { الأنْهَارَ خَلالَهَا } وسطها { تَفْجيراً }.