خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً
٤٦
وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً
٤٧
وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفَّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً
٤٨
وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً
٤٩
-الكهف

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } لا زاد القبر وعدة العقبى { وَٱلْبَـٰقِيَاتُ ٱلصَّـٰلِحَاتُ } أعمال الخير التي تبقى ثمرتها للإنسان، أو الصلوات الخمس، أو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر { خَيْرٌ عِندَ رَبّكَ ثَوَابًا } جزاء { وَخَيْرٌ أَمَلاً } لأنه وعد صادق وأكثر الآمال كاذبه يعني أن صاحبها يأمل في الدنيا ثواب الله ويصيبه في الآخرة { وَيَوْمَ } واذكر يوم { نُسَيّرُ ٱلْجِبَالَ } { تُسيَّر الجبال } مكي وشامي وأبو عمرو أي تسير في الجو، أو يذهب بها بأن تجعل هباء منثوراً منبثاً { وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً } ليس عليها ما يسترها مما كان عليها من الجبال والأشجار { وَحَشَرْنَـٰهُمْ } أي الموتى { فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً } أي فلم نترك. غادره أي تركه ومنه الغدر ترك الوفاء والغدير ما غادره السيل { وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبّكَ صَفَّا } مصطفين ظاهرين ترى جماعتهم كما يرى كل واحد لا يحجب أحد أحداً، شبهت حالهم بحال الجند المعروضين على السلطان { لَّقَدْ جِئْتُمُونَا } أي قلنا لهم لقد جئتمونا، وهذا المضمر يجوز أن يكون عامل النصب في { يوم نسير } { كَمَا خَلَقْنَـٰكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } أي لقد بعثناكم كما أنشأناكم أول مرة، أو جئتمونا عراة لا شيء معكم كما خلقناكم أولاً. وإنما قال: { وحشرناهم } ماضياً بعد { نسير } و{ ترى } للدلالة على حشرهم قبل التسيير وقبل البروز ليعاينوا تلك الأهوال. كأنه قيل: وحشرناهم قبل ذلك { بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِدًا } وقتاً لإنجاز ما وعدتم على ألسنة الأنبياء من البعث والنشور أو مكان وعد للمحاسبة.

{ وَوُضِعَ ٱلْكِتَـٰبُ } أي صحف الأعمال { فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ } خائفين { مِمَّا فِيهِ } من الذنوب { وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا مَّالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَـٰبِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً } أي لا يترك شيئاً من المعاصي { إِلاَّ أَحْصَاهَا } حصرها وضبطها { وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرًا } في الصحف عتيداً أو جزاء ما عملوا { وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } فيكتب عليه ما لم يعمل أو يزيد في عقابه أو يعذبه بغير جرم

.