{وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ } أي نزوي عنه ما زعم أنه يناله في الآخرة والمعنى مسمى ما يقول وهو المال والولد {وَيَأْتِينَا فَرْداً } حال أي بلا مال ولا ولد كقوله:
{ ولقد جئتمونا فرادى } [الأنعام: 94] فما يجدي عليه تمينه وتألبه. {وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ ءالِهَةً } أي اتخذ هؤلاء المشركون أصناماً يعبدونها {لّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً } أي ليعتزوا بآلهتهمِ ويكونوا لهم شفعاء وأنصاراً ينقذونهم من العذاب {كَلاَّ } ردع لهم عما ظنوا {سَيَكْفُرُونَ بِعِبَـٰدَتِهِمْ } الضمير للآلهة أي سيجحدون عبادتهم وينكرونها ويقولون والله ما عبدتمونا وأنتم كاذبون، أو للمشركين أي ينكرون أن يكونوا قد عبدوها كقوله:
{ والله ربنا ما كنا مشركين } [الأنعام: 23] {وَيَكُونُونَ } أي المعبودون {عَلَيْهِمْ } على المشركين {ضِدّاً } خصماً لأن الله تعالى ينطقهم فيقولون: يا رب عذب هؤلاء الذين عبدونا من دونك. والضد يقع على الواحد والجمع وهو في مقابلة {لهم عزاً} والمراد ضد العز وهو الذل والهوان أي يكونون عليهم ضداً لما قصدوه أي يكونون عليهم ذلاً لا لهم عزاً، وإن رجع الضمير في {سيكفرون} {ويكونون} إلى المشركين فالمعنى ويكونون عليهم أي أعداءهم ضداً أي كفرة بهم بعد أن كانوا يعبدونها ثم عجب نبيه عليه السلام بقوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَـٰطِينَ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ } أي خليناهم وإياهم من أرسلت البعير أطلقته أو سلطانهم عليهم بالإغواء {تَؤُزُّهُمْ أَزّاً } تغريهم على المعاصي إغراء والأز والهز إخوان ومعناهما التهييج وشدة الإزعاج.