خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَٱلصَّٰبِرِينَ عَلَىٰ مَآ أَصَابَهُمْ وَٱلْمُقِيمِي ٱلصَّلَٰوةِ وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ
٣٥
وَٱلْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِّن شَعَائِرِ ٱللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَٱذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْهَا صَوَآفَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَانِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ كَذٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
٣٦
-الحج

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } خافت منه هيبة { وَٱلصَّـٰبِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ } من المحن والمصائب { والمقيمي الصلاة } في أوقاتها { وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ } يتصدقون.

{ وَٱلْبُدْنَ } جمع بدنة سميت لعظم بدنها وفي الشريعة يتناول الإبل والبقر، وقرىء برفعها وهو كقوله { وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَـٰهُ } [يس: 39] { جَعَلْنَـٰهَا لَكُمْ مّن شَعَـٰئِرِ ٱللَّهِ } أي من أعلام الشريعة التي شرعها الله، وإضافتها إلى اسمه تعظيم لها و{ من شعائر الله } ثاني مفعولي { جعلنا } { لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ } النفع في الدنيا والأجر في العقبى { فَٱذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْهَا } عند نحرها { صَوَافَّ } حال من الهاء أي قائمات قد صففن أيديهن وأرجلهن { فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا } وجوب الجنوب وقوعها على الأرض من وجب الحائط وجبة إذا سقط أي إذا سقطت جنوبها على الأرض بعد نحرها وسكنت حركتها { فَكُلُواْ مِنْهَا } إن شئتم { وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَـٰنِعَ } السائل من قنعت إليه إذا خضعت له وسألته قنوعاً { وَٱلْمُعْتَرَّ } الذي يريك نفسه ويتعرض ولا يسأل. وقيل: القانع الراضي بما عنده وبما يعطي من غير سؤال من قنعت قنعاً وقناعة، والمعتر المتعرض للسؤال { كَذٰلِكَ سَخَّرْنَـٰهَا لَكُمْ } أي كما أمرناكم بنحرها سخرناها لكم، أو هو كقوله { ذلك ومن يعظم } ثم استأنف فقال { سخرناها لكم } أي ذللناها لكم مع قوتها وعظم أجرامها لتتمكنوا من نحرها { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } لكي تشكروا إنعام الله عليكم.