خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ
٦٤
أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلأَرْضِ وَٱلْفُلْكَ تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
٦٥
وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ ٱلإِنْسَانَ لَكَفُورٌ
٦٦
لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ فِي ٱلأَمْرِ وَٱدْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ
٦٧
-الحج

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } مُلكاً وملكاً { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلْغَنِيُّ } المستغني بكمال قدرته بعد فناء ما في السماوات وما في الأَرض { ٱلْحَمِيدِ } المحمود بنعمته قبل ثناء من في السماوات ومن في الأرض { الم * تَرَى أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلأَرْضِ } من البهائم مذللة للركوب في البر { وَٱلْفُلْكَ تَجْرِى فِى ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ } أي ومن المراكب جارية في البحر، ونصب { الفلك } عطفاً على «ما» و{ تجري } حال لها أي وسخر لكم الفلك في حال جريها { وَيُمْسِكُ ٱلسَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى ٱلأَرْضِ } أي يحفظها من أن تقع { إِلاَّ بِإِذْنِهِ } بأمره أو بمشيئته { إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَؤُوفٌ } بتسخير ما في الأرض { رَّحِيمٌ } بإمساك السماء لئلا تقع على الأرض، عدد آلائه مقرونة بأسمائه ليشكروه على آلائه ويذكروه بأسمائه. وعن أبي حنيفةرحمه الله أن اسم الله الأعظم في الآيات الثمانية يستجاب لقرائتها ألبتة

.{ وَهُوَ ٱلَّذِى أَحْيَاكُمْ } في أرحام أمهاتكم { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } عند انقضاء آجالكم { ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } لإيصال جزائكم { إِنَّ ٱلإِنْسَـٰنَ لَكَفُورٌ } لجحود لما أفاض عليه من ضروب النعم ودفع عنه من صنوف النقم، أو لا يعرف نعمة الإنشاء المبدئ للوجود ولا الإفناء المقرب إلى الموعود ولا الإحياء الموصل إلى المقصود { لِكُلّ أُمَّةٍ } أهل دين { جَعَلْنَا مَنسَكًا } مر بيانه وهو رد لقول من يقول إن الذبح ليس بشريعة الله إذ هو شريعة كل أمة { هُمْ نَاسِكُوهُ } عاملون به { فَلاَ يُنَـٰزِعُنَّكَ } فلا يجادلنك والمعنى فلا تلتفت إلى قولهم ولا تمكنهم من أن ينازعوك { فِى ٱلأَمْرِ } أمر الذبائح أو الدين. نزلت حين قال المشركون للمسلمين: ما لكم تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتله الله يعني الميتة { وَٱدْعُ } الناس { إِلَىٰ رَبّكَ } إلى عبادة ربك { إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ } طريق قويم. ولم يذكر الواو في { لِكُلّ أُمَّةٍ } بخلاف ما تقدم لأن تلك وقعت مع ما يناسبها من الآي الواردة في أمر النسائك فعطفت على أخواتها، وهذه وقعت مع أباعد عن معناها فلم تجد معطفا

.