خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٠٢
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
١٠٣
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
١٠٤
كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ٱلْمُرْسَلِينَ
١٠٥
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ
١٠٦
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
١٠٧
فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ
١٠٨
وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
١٠٩
فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ
١١٠
-الشعراء

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً } رجعة إلى الدنيا { فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } وجواب «لو» محذوف وهو لفعلنا كيت وكيت، أو لو في مثل هذا بمعنى التمني كأنه قيل: فليت لنا كرة. لما بين معنى «لو» و «ليت» من التلاقي { إِنَّ فِى ذَلِكَ } فيما ذكر من الأنباء { لآيَةً } أي لعبرة لمن اعتبر { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ } فيه أن فريقاً منهم آمنوا { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } المنتقم ممن كذب إبراهيم بنار الجحيم { ٱلرَّحِيمُ } المسلم كل ذي قلب سليم إلى جنة النعيم.

{ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ٱلْمُرْسَلِينَ } القوم يذكر ويؤنث. قيل: ولد نوح في زمن آدم عليه السلام ونظير قوله المرسلين والمراد نوح عليه السلام قولك «فلان يركب الدواب ويلبس البرود» وماله إلا دابة أو برد، أو كانوا ينكرون بعث الرسل أصلاً فلذا جمع، أو لأن من كذب واحداً منهم فقد كذب الكل لأن كل رسول يدعو الناس إلى الإيمان بجميع الرسل وكذا جميع ما في هذه السورة { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ } نسباً لا ديناً { نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ } خالق الأنام فتتركوا عبادة الأصنام { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } كان مشهوراً بالأمانة فيهم كمحمد عليه الصلاة والسلام في قريش.

{ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } فيما آمركم به وأدعوكم إليه من الحق { وَمَا أَسْـئَلُكُمْ عَلَيْهِ } على هذا الأمر { مِنْ أَجْرٍ } جزاء { إِنْ أَجْرِىَ } بالفتح مدني وشامي وأبو عمرو وحفص { إِلاَّ عَلَىٰ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } فلذلك أريده { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } كرره ليقرره في نفوسهم مع تعليق كل واحد منهما بعلة، فعلة الأول كونه أميناً فيهما بينهم، وعلة الثاني حسم طمعه منهم كأنه قال: إذا عرفتم رسالتي وأمانتي فاتقوا الله، ثم إذا عرفتم احترازي من الأجر فاتقوا الله.