خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
٢٢٠
هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَاطِينُ
٢٢١
تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ
٢٢٢
يُلْقُونَ ٱلسَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ
٢٢٣
-الشعراء

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لما تقوله { ٱلْعَلِيمُ } بما تنويه وتعلمه، هوّن عليه معاناة مشاق العبادات حيث أخبر برؤيته له إذ لا مشقة على من يعلم أنه يعمل بمرأى مولاه وهو كقولك

:بعيني ما يتحمل المتحملون من أجلي

نزل جواباً لقول المشركين إن الشياطين تلقى السمع على محمد صلى الله عليه وسلم { هَلْ أُنَبّئُكُمْ } أي هل أخبركم أيها المشركون { عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَـٰطِينُ } ثم نبأ فقال { تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } مرتكب للآثام وهم الكهنة والمتنبئة كسطيح وطليحة ومسيلمة، ومحمد صلى الله عليه وسلم يشتم الأفاكين ويذمهم فكيف تنزل الشياطين عليه { يُلْقُونَ ٱلسَّمْعَ } هم الشياطين كانوا قبل أن يحجبوا بالرجم يستمعون إلى الملأ الأعلى فيحفظون بعض ما يتكلمون به مما اطلعوا عليه من الغيوب ثم يوحون به إلى أوليائهم. و{ يلقون } حال، أي تنزل ملقين السمع، أو صفة لـــــ { كل أفاك } لأنه في معنى الجمع فيكون في محل الجزاء، أو استئناف فلا يكون له محل كأنه قيل: لم تنزل على الأفاكين؟ فقيل: يفعلون كيت وكيت { وَأَكْثَرُهُمْ كَـٰذِبُونَ } فيما يوحون به إليهم لأنهم يسمعونهم ما لم يسمعوا. وقيل: يلقون إلى أوليائهم السمع أي المسموع من الملائكة. وقيل: الأفاكون يلقون السمع إلى الشياطين كاذبون يفترون على الشياطين ما لم يوحوا إليهم، والأفاك الذي يكثر الإفك، ولا يدل ذلك على أنهم لا ينطقون إلا بالإفك فأراد أن هؤلاء الأفاكين قل من يصدق منهم فيما يحكي عن الجني وأكثرهم مفتر عليه، وعن الحسن: وكلهم. وإنما فرق بين { وإنه لتنزيل رب العالمين }، { وما تنزلت به الشياطين }، و{ هل أنبئكم على من تنزل الشياطين }، وهن أخوات، لأنه إذا فرق بينهن بآيات ليست منهن ثم رجع إليهن مرة بعد مرة دل ذلك على شدة العناية بهن كما إذا حدثت حديثاً وفي صدرك اهتمام بشيء فتعيد ذكره ولا تنفك عن الرجوع إليه. ونزل فيمن كان يقول الشعر ويقول نحن نقول كما يقول محمد صلى الله عليه وسلم واتبعهم غواة من قومهم يستمعون أشعارهم.