خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ
٣٥
قَالُوۤاْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَٱبْعَثْ فِي ٱلْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ
٣٦
يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ
٣٧
فَجُمِعَ ٱلسَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ
٣٨
وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُمْ مُّجْتَمِعُونَ
٣٩
لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ ٱلسَّحَرَةَ إِن كَانُواْ هُمُ ٱلْغَالِبِينَ
٤٠
-الشعراء

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا } منصوب لأنه مفعول به من قولك أمرتك الخير { تَأْمُرُونَ } تشيرون في أمره من حبس أو قتل من المؤامرة وهي المشاورة، أو من الأمر الذي هو ضد النهي.

لما تحير فرعون برؤية الآيتين وزال عنه ذكر دعوى الالهية وحط عن منكبيه كبرياء الربوبية وارتعدت فرائصه خوفاً طفق يؤامر قومه الذي هم بزعمه عبيده وهو إلٰههم، أو جعلهم آمرين ونفسه مأموراً { قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ } أخر أمرهما ولا تباغت قتلهما خوفاً من الفتنة { وَٱبْعَثْ فِى ٱلْمَدَائِنِ حَـٰشِرِينَ } شرطاً يحشرون السحرة وعارضوا قول فرعون { إن هذا لساحر عليم } بقولهم

{ يَأْتُوكَ بِكُلّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ } فجاءوا بكلمة الإحاطة وصيغة المبالغة ليسكنوا بعض قلقه { فَجُمِعَ ٱلسَّحَرَةُ لِمِيقَـٰتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } أي يوم الزينة وميقاته وقت الضحى لأنه الوقت الذي وقته لهم موسى عليه السلام من يوم الزينة في قوله تعالى: { مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ ٱلزّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحًى } [طه: 59] والميقات ما وقت به أي حدد من زمان أو مكان ومنه مواقيت الإحرام { وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُمْ مُّجْتَمِعُونَ } أي اجتمعوا وهو استبطاء لهم في الاجتماع والمراد منه استعجالهم { لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ ٱلسَّحَرَةَ } في دينهم { إِن كَانُواْ هُمُ ٱلْغَـٰلِبِينَ } أي غلبوا موسى في دينه وليس غرضهم اتباع السحرة وإنما الغرض الكلي أن لا يتبعوا موسى فساقوا الكلام مساق الكناية لأنهم إذا اتبعوهم لم يكونوا متبعين لموسى.