خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ بُشْرَاً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ تَعَالَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٦٣
أَمَّن يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وٱلأَرْضِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٦٤
قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ
٦٥
-النمل

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ أَمَّن يَهْدِيكُمْ } يرشدكم بالنجوم { فِى ظُلُمَـٰتِ ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ } ليلاً وبعلامات في الأرض نهاراً { وَمَن يُرْسِلُ ٱلرّيَاحَ } { الريح } مكي وحمزة وعلى { بشرًا } من البشارة وقد مرّ في «الأعراف» { بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ } قدام المطر { أءِلٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ تَعَالَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّن يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ } ينشيء الخلق { ثُمَّ يُعِيدُهُ } وإنما قيل لهم { ثُمَّ يُعِيدُهُ } وهم منكرون للإعادة لأنه أزيحت علتهم بالتمكين من المعرفة والإقرار فلم يبق لهم عذر في الإنكار { وَمَن يَرْزُقُكُم مّنَ ٱلسَّمَاءِ } أي المطر { وٱلأَرْضِ } أي ومن الأرض النبات { أءِلٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَـٰنَكُمْ } حجتكم على إشراككم { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } في دعواكم أن مع الله إلهاً آخر.

{ قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ } { من } فاعل { يعلم } و{ الغيب } هو ما لم يقم عليه دليل ولا أطلع عليه مخلوق مفعول و{ الله } بدل مِن { مَن } والمعنى لا يعلم أحد الغيب إلا الله. نعم إن الله تعالى يتعالى عن أن يكون ممن في السماوات والأرض ولكنه جاء على لغة بني تميم حيث يجرون الاستثناء المنقطع مجرى المتصل ويجيزون النصب والبدل في المنقطع كما في المتصل ويقولون ما في الدار أحد إلا حمار. وقالت عائشة رضي الله عنها: من زعم أنه يعلم ما في غد فقد أعظم على الله الفرية والله تعالى يقول: { قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ }. وقيل: نزلت في المشركين حين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الساعة { وَمَا يَشْعُرُونَ } وما يعلمون { أَيَّانَ } متى { يُبْعَثُونَ } ينشرون