خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ
٣٩
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلظَّالِمِينَ
٤٠
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَيَوْمَ ٱلْقِيامَةِ لاَ يُنصَرُونَ
٤١
-القصص

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ وَٱسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ } تعظم { فِى ٱلأَرْضِ } أرض مصر { بِغَيْرِ ٱلْحَقّ } أي بالباطل، فالاستكبار بالحق لله تعالى وهو المتكبر على الحقيقة أي المتبالغ في كبرياء الشأن كما حكى رسولنا عن ربه: « { الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما ألقيته في النار } » وكل مستكبر سواه فاستكباره بغير الحق { وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ } { يَرجعون } نافع وحمزة وعلي وخلف ويعقوب { فَأَخَذْنَـٰهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَـٰهُمْ فِى ٱلْيَمّ } من الكلام المفخم الذي دل به على عظمة شأنه شبههم استقلالاً لعددهم وإن كانوا الجم الغفير بحصيات أخذهن آخذ بكفه فطرحهن في البحر { فَٱنظُرْ } يا محمد { كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلظَّـٰلِمِينَ } وحذر قومك فإنك منصور عليهم.

{ وَجَعَلْنَـٰهُمْ أَئِمَّةً } قادة { يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ } أي عمل أهل النار. قال ابن عطاء: نزع عن أسرارهم التوفيق وأنوار التحقيق فهم في ظلمات نفوسهم لا يدلون على سبيل الرشاد. وفيه دلالة خلق أفعال العباد { وَيَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ لاَ يُنصَرُونَ } من العذاب