{فأَنْجَيْنـٰهُ } أي نوحاً {وأَصْحَـٰبَ ٱلسَّفِينَةِ } وكانوا ثمانية وسبعين نفساً نصفهم ذكور ونصفهم إناث منهم أولاد نوح سام وحام ويافث ونساؤهم {وَجَعَلْنَـٰهَا } أي السفينة أو الحادثة أو القصة {ءايَةً } عبرة وعظة {لّلْعَـٰلَمِينَ } يتعظون بها.
{وَإِبْرٰهِيمَ } نصب بإضمار اذكر وأبدل عنه {إِذْ قَالَ } بدل اشتمال لأن الأحيان تشتمل على ما فيها، أو معطوف على {نوح} أي وأرسلنا إبراهيم، أو ظرف لـ {أرسلنا} يعني أرسلناه حين بلغ من السن، أو العلم مبلغاً صلح فيه لأن يعظ قومه ويأمرهم بالعبادة والتقوى. وقرأ إبراهيم النخعي وأبو حنيفة رضي الله عنهما: {وإبراهيمُ} بالرفع على معنى «ومن المرسلين إبراهيم» {لِقَوْمِهِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ } من الكفر {إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } إن كان لكم علم بما هو خير لكم مما هو شر لكم {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَـٰناً } أصناماً {وَتَخْلُقُونَ } وتكذبون أو تصنعون. وقرأ أبو حنيفة والسلمي رضي الله عنهما {وتخلّقون} من خلق بمعنى التكثير في خلق {إِفْكاً } وقرىء {أفكا} وهو مصدر نحو كذب ولعب. والإفك مخفف منه كالكذب واللعب من أصلهما واختلاقهم الإفك تسميتهم الأوثان آلهة وشركاء لله {إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً } لا يستطيعون أن يرزقوكم شيئاً من الرزق {فَٱبْتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرّزْقَ } كله فإنه هو الرازق وحده لا يرزق غيره {وَٱعْبُدُوهُ وَٱشْكُرُواْ لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } فاستعدوا للقائه بعبادته والشكر له على أنعمه، وبفتح التاء وكسر الجيم: يعقوب.