خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ ٱلأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ
٤
بِنَصْرِ ٱللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
٥
وَعْدَ ٱللَّهِ لاَ يُخْلِفُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
٦
يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ ٱلآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ
٧
-الروم

لباب التأويل في معاني التنزيل

{ في بضع سنين } البضع ما بين الثلاث إلى السبع وقيل إلى التسع وقيل ما دون العشر { لله الأمر من قبل ومن بعد } أي من قبل دولة الروم على فارس ومن بعدها فمن غلب فهو بأمر الله تعالى وقضائه وقدره { ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله } أي الروم على فارس وقيل فرح النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون بظهورهم على المشركين يوم بدر وفرحوا بظهور أهل الكتاب على أهل الشرك { بنصر من يشاء } أي بيده النصر ينصر من يشاء { وهو العزيز } الغالب { الرحيم } أي بالمؤمنين قوله تعالى { وعد الله } أي وعد الله وعداً بظهور الروم على فارس { لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون } أي أن الله لا يخلف وعده؛ ثم قال تعالى { يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا } يعني معاشهم كيف يكسبون ويتجرون ومتى يغرسون ويزرعون ويحصدون وقال الحسن إن أحدهم لينقر الدرهم بطرف ظفره فيذكر وزنه لا يخطىء وهو لا يحسن يصلي. وقيل: لا يعلمون الدنيا بحقيقتها إنما يعلمون ظاهرها وهو ملاذها وملاعبها ولا يعلمون باطنها وهو مضارها ومتاعبها. وقيل يعلمون وجودها الظاهر ولا يعلمون فناءها { وهم عن الآخرة هم غافلون } أي ساهون عنها لا يتفكرون فيها ولا يعلمون بها.