قوله تعالى: { إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما } قال وهب اسمهما يوحنا وبولس وقال كعب صادق وصدوق { فعززنا بثالث } يعني قوينا برسول ثالث وهو شمعون وقيل شلوم وإنما أضاف الله تعالى الإرسال إليه لأن عيسى عليه الصلاة والسلام إنما بعثهم بإذن الله عز وجل { فقالوا } يعني لم يرسل رسولاً { إن أنتم إلا تكذبون } يعني فيما تزعمون { قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون } يعني وإن كذبتمونا { وما علينا إلا البلاغ المبين } أي بالآيات الدالة على صدقنا { قالوا إنا تطيرنا بكم } أي تشاءمنا منكم وذلك لأن المطر حبس عنهم فقالوا أصابنا ذلك بشؤمكم { لئن لم تنتهوا } أي تسكتوا عنا { لنرجمنكم } يعني لنقتلنكم وقيل بالحجارة { وليمسنكم منا عذاب أليم قالوا طائركم معكم } يعني شؤمكم معكم بكفركم وتكذيبكم يعني أصابكم الشؤم من قبلكم وقال ابن عباس حظكم من الخير والشر { أئن ذكرتم } معناه اطيرتم لأن ذكرتم ووعظتم { بل أنتم قوم مسرفون } أي في ضلالكم وشرككم متمادون في غيكم.
قوله عز وجل: { وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى } هو حبيب النجار وقيل كان قصاراً وقال وهب كان يعمل الحرير وكان سقيماً قد أسرع فيه الجذام وكان منزله عند أقصى باب من أبواب المسجد وكان مؤمناً ذا صدقة يجمع كسبه فإذا أمسى قسمه نصفين نصف لعياله ويتصدق بنصفه فلما بلغه أن قومه كذبوا الرسل وقصدوا قتلهم جاءهم { قال يا قوم اتبعوا المرسلين } وقيل كان في غار يعبد ربه فلما بلغه خبر الرسل أتاهم وأظهر دينه وقال لهم أتسألون على هذا أجراً قالوا لا فأقبل على قومه وقال يا قوم اتبعوا المرسلين.