خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ
٢٨
إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ
٢٩
يٰحَسْرَةً عَلَى ٱلْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
٣٠
أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ
٣١
وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ
٣٢
-يس

لباب التأويل في معاني التنزيل

قوله تعالى: { وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء } يعني الملائكة { وما كنا منزلين } أي ما كنا لنفعل هذا بل الأمر في إهلاكهم كان أيسر مما تظنون ثم بيَّن عقوبتهم فقال تعالى: { إن كانت إلا صيحة واحدة } قال المفسرون أخذ جبريل بعضادتي باب المدينة وصاح بهم صيحة واحدة { فإذا هم خامدون } أي ميتون { يا حسرة على العباد } يعني يا لها حسرة وندامة وكآبة على العباد والحسرة أن يركب الإنسان من شدة الندم ما لا نهاية له حتى يبقى قلبه حسيراً, قيل تحسروا على أنفسهم لما عاينوا من العذاب حيث لم يؤمنوا بالرسل الثلاثة فتمنوا الإيمان حيث لم ينفعهم وقيل تتحسر عليهم الملائكة حيث لم يؤمنوا بالرسل وقيل يقول الله تعالى يا حسرة على العباد يوم القيامة حيث لم يؤمنوا بالرسل ثم بين سبب تلك الحسرة فقال تعالى: { ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون } قوله تعالى: { ألم يروا } أي ألم يخبروا خطاب لأهل مكة { كم أهلكنا قبلهم من القرون } أي من الأمم الخالية من أهل كل عصر سموا بذلك لاقترانهم في الوجود { أنهم إليهم لا يرجعون } أي لا يعودون إلى الدنيا أفلا يعتبرون بهم { وإن كل لما جميع لدينا محضرون } يعني أن جميع الأمم يحضرون يوم القيامة.