خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ
٩٢
فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِٱلْيَمِينِ
٩٣
فَأَقْبَلُوۤاْ إِلَيْهِ يَزِفُّونَ
٩٤
قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ
٩٥
وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ
٩٦
قَالُواْ ٱبْنُواْ لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي ٱلْجَحِيمِ
٩٧
فَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ ٱلأَسْفَلِينَ
٩٨
وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ
٩٩
-الصافات

لباب التأويل في معاني التنزيل

{ ما لكم لا تنطقون فراغ } أي مال { عليهم ضرباً باليمين } أي ضربهم بيده اليمنى لأنها أقوى من الشمال في العمل. وقيل بالقوة والقدرة عليهم وقيل أراد باليمين القسم وهو قوله تعالى { وتالله لأكيدن أصنامكم } { فأقبلوا إليه } يعني إلى إبراهيم { يزفون } أي يسرعون وذلك أنهم أخبروا بصنع إبراهيم بآلهتهم فأسرعوا إليه ليأخذوه { قال } لهم إبراهيم على وجه الحجاج { أتعبدون ما تنحتون } أي بأيديكم من الأصنام { والله خلقكم وما تعملون } أي وعملكم. وقيل وخلق الذي تعملونه بأيديكم من الأصنام وفي الآية دليل على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى { قالوا ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم } قيل إنهم بنوا له حائطاً من الحجر طوله في السماء ثلاثون ذراعاً وعرضه عشرون ذراعاً وملؤوه من الحطب وأوقدوا عليه النار وطرحوه فيها وهو قوله تعالى: { فأرادوا به كيداً } أي شراً وهو أن يحرقوه { فجعلناهم الأسفلين } يعني المقهورين حيث سلم الله إبراهيم ورد كيدهم { وقال } يعني إبراهيم { إني ذاهب إلى ربي } أي مهاجر إلى ربي وأهجر دار الكفر قاله بعد خروجه من النار { سيهدين } أي إلى حيث أمرني بالمصير إليه وهو أرض الشام فلما قدم الأرض المقدسة سأل ربه الولد فقال: { رب هب لي من الصالحين }.