خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ مِن قَبْلُ وَظَنُّواْ مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ
٤٨
لاَّ يَسْأَمُ ٱلإِنْسَانُ مِن دُعَآءِ ٱلْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ
٤٩
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَـٰذَا لِي وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ
٥٠
وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٍ
٥١
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ
٥٢
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
٥٣
-فصلت

لباب التأويل في معاني التنزيل

{ وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل } أي يعبدون في الدنيا { وظنوا ما لهم من محيص } أي مهرب.
قوله تعالى: { لا يسأم الإنسان } أي لا يمل الكافر { من دعاء الخير } يعني لا يزال يسأل ربه الخير وهو المال والغنى والصحة { وإن مسه الشر } أي الشدة والفقر { فيؤوس } أي من روح الله تعالى { قنوط } أي من رحمته { ولئن أذقناه رحمة منا } أي آتيناه خيراً وعافية وغنى { من بعد ضراء مسته } أي من بعد شدة وبلاء أصابه { ليقولن هذا لي } أي أستحقه بعملي { وما أظن الساعة قائمة } أي ولست على يقين من البعث { ولئن رجعت إلى ربي } يقول هذا الكافر أي فإن كان الأمر على ذلك ورددت إلى ربي { إن لي عنده للحسنى } أي الجنة والمعنى كما أعطاني في الدنيا سيعطيني في الآخرة { فلننبئن الذين كفروا بما عملوا } قال ابن عباس لنوقفنهم على مساوي أعمالهم { ولنذيقنهم من عذاب غليظ وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه } أي ذهب بنفسه وتكبر وتعظم { وإذا مسه الشر } أي الشدة والفقر { فذو دعاء عريض } أي كثير { قل } أي قل يا محمد لكفار مكة { أرأيتم إن كان من عند الله } أي هذا القرآن { ثم كفرتم به } أي جحدتموه { من أضل ممن هو في شقاق بعيد } أي في خلاف للحق بعيد عنه والمعنى فلا أحد أضل منكم { سنريهم آياتنا في الآفاق } قال ابن عباس يعني منازل الأمم الخالية { وفي أنفسهم } أي البلاء والأمراض وقيل ما نزل بهم يوم بدر وقيل في الآفاق هو ما يفتح من القرى والبلاد على محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين وفي أنفسهم هو فتح مكة { حتى يتبين لهم أنه الحق } يعني دين الإسلام، وقيل يتبين القرآن أنه من عند الله وقيل يتبين لهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم مؤيد من قبل الله تعالى وقيل في الآفاق يعني أقطار السموات والأرض من الشمس والقمر والنجوم والأشجار والأنهار والنبات وفي أنفسهم يعني من لطيف الحكمة وبديع الصنعة حتى يتبين لهم أنه الحق يعني لا يقدر على هذه الأشياء إلا الله تعالى: { أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد } يعني يشهد أن القرآن من عند الله تعالى، وقيل أولم يكفهم الدلائل الكثيرة التي أوضحها الله لهم على التوحيد وأنه شاهد لا يغيب عنه شيء.