{ وجعلوا } أي وحكموا وأثبتوا { الملائكة الذين هم عباد } وقرىء عند { الرحمن إناثاً أشهدوا خلقهم } أي حضروا خلقهم حين خلقوا وهذا استفهام إنكار أي لم يشهدوا ذلك { ستكتب شهادتهم } أي على الملائكة أنهم بنات الله { ويسألون } أي عنها، قيل لما قالوا هذا القول سألهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: وما يدريكم أنهم بنات الله، قالوا: سمعنا من آبائنا ونحن نشهد أنهم لم يكذبوا، فقال الله تعالى: { ستكتب شهادتهم } ويسألون عنها في الآخرة { وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم } يعني الملائكة وقيل الأصنام وإنما لم يعجل عقوبتنا على عبادتنا إياها لرضاه منا بذلك قال الله تعالى رداً عليهم.
{ ما لهم بذلك من علم } أي فيما يقولون { إن هم إلا يخرصون } يعني ما هم إلا كاذبون في قولهم إن الله رضي منا بعبادتها، وقيل يكذبون في قولهم إن الملائكة إناث وإنهم بنات الله { أم آتيناهم كتاباً من قبله } أي من قبل القرآن بأن يعبدوا غير الله { فهم به مستمسكون } أي يأخذون بما فيه { بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة } أي على دين وملة { وإنا على آثارهم مهتدون } يعني أنهم جعلوا أنفسهم مهتدين باتباع آبائهم وتقليدهم من غير حجة ثم أخبر أن غيرهم قد قال هذه المقالة بقوله تعالى: { وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها } أغنياؤها ورؤساؤها { إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون } أي بهم.