خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱخْتِلاَفِ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَآ أَنَزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَّن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ ٱلرِّيَاحِ ءَايَٰتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
٥
تِلْكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِ يُؤْمِنُونَ
٦
وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ
٧
يَسْمَعُ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
٨
وَإِذَا عَلِمَ مِنْ ءَايَٰتِنَا شَيْئاً ٱتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ
٩
مِّن وَرَآئِهِمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُواْ شَيْئاً وَلاَ مَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْلِيَآءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
١٠
هَـٰذَا هُدًى وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَٰتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ
١١
-الجاثية

لباب التأويل في معاني التنزيل

{ واختلاف الليل والنهار } يعني بالظلام والضياء والطول والقصر { وما أنزل الله من السماء من رزق } يعني المطر الذي هو سبب أرزاق العباد { فأحيا به } أي بالمطر { الأرض بعد موتها } أي بعد يبسها { وتصريف الرياح } أي في مهابها فمنها الصبا والدبور والشمال والجنوب ومنها الحارة والباردة وغير ذلك { آيات لقوم يعقلون }.
فإن قلت ما وجه هذا الترتيب في قوله { لآيات للمؤمنين } و { لقوم يوقنون } { ويعقلون }.
قلت معناه إن المنصفين من العباد إذا نظروا في هذه الدلائل النظر الصحيح علموا أنها مصنوعة وأنه لا بد لها من صانع فآمنوا به وأقروا أنه الإله القادر على كل شيء ثم إذا أمعنوا النظر ازدادوا إيقاناً وزال عنهم اللبس فحينئذٍ استحكم علمهم وعدوا في زمرة العقلاء الذين عقلوا عن الله مراده في أسرار كتابه { تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله } أي بعد كتاب الله { وآياته يؤمنون } قوله تعالى: { ويل لكل أفاك أثيم } أي كذاب صاحب إثم يعني النضر بن الحارث { يسمع آيات الله } يعني القرآن { تتلى عليه ثم يصر مستكبراً كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم وإذا علم من آياتنا شيئاً } يعني آيات القرآن { اتخذها هزوا } أي سخر منها { أولئك } إشارة إلى من هذه صفته { لهم عذاب مهين } ثم وصفهم فقال تعالى: { من ورائهم جهنم } يعني أمامهم جهنم وذلك جهنم وذلك خزيهم في الدنيا ولهم في الآخرة النار { ولا يغني عنهم ما كسبوا } أي من الأموال { شيئاً ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء } أي ولا يغني عنهم ما عبدوا من دون الله من الآلهة { ولهم عذاب عظيم هذا } يعني القرآن { هدى } أي هو هدى من الضلالة { والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم }.