خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ
٤
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
٥
-الفاتحة

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

{ مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ }: الدِّينُ في كلام العربِ على أنحاء، وهو هنا الجزاءُ يوم الدين، أي: يوم الجزاء على الأعمال والحساب بها؛ قاله ابن عباس وغيره؛ مَدِينِينَ: محاسَبِينَ، وحكى أهل اللغة: دِنْتُهُ بِفِعْلِهِ دَيْناً؛ بفتح الدال، وَدِيناً؛ بكسرها: جزيتُهُ؛ ومنه قول الشاعر: (الكامل)

وَٱعْلَمْ يَقِيناً أَنَّ مُلْكَكَ زَائِلٌ وَٱعْلَمْ بِأَنَّ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ

{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ }: نطق المؤمن به إِقرار بالربوبية، وتذلُّل وتحقيق لعبادة اللَّه؛ وقدَّم «إِيَّاكَ» على الفعل ٱهتماماً، وشأن العرب تقديم الأَهَمِّ، واختلف النحويُّون في «إِياك»، فقال الخليلُ: «إيَّا»: اسم مضمر أضيف إِلى ما بعده؛ للبيان لا للتعريف، وحكى عن العرب: «إِذَا بَلَغَ الرَّجُلُ السِّتِّينَ، فَإِيَّاهُ وَإِيَّا الشَّوَابِّ»، وقال المبرِّد: إِيَّا: اسمٌ مبهم أضيف للتخصيص لا للتعريف، وحكى ابن كَيْسَانَ عن بعض الكوفيِّين أنَّ «إِيَّاكَ» بكماله اسم مضمر، ولا يعرف اسم مضمر يتغيَّر آخره غيره، وحكي عن بعضهم أنه قال: الكاف والهاء والياء هو الاسم المضمر، لكنها لا تقوم بأنفسها، ولا تكون إِلا متصلات، فإذا تقدَّمت الأفعال جعل «إِيَّا» عماداً لها، فيقال: إِيَّاكَ، وإِيَّاهُ، وإِيَّايَ، فإِذا تأخرت، اتصلت بالأفعال، واستغني عن «إِيَّا».

و { نَعْبُدُ }: معناه: نقيم الشرع والأوامر مع تذلُّل واستكانةٍ، والطريقْ المذلَّل يقال له معبَّدٌ، وكذلك البعير.

و { نَسْتَعِينُ }؛ معناه نطلب العون منك في جميع أمورنا، وهذا كله تَبَرٍّ من الأصنام.