خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

مَتَاعٌ فِي ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ
٧٠
وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يٰقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوۤاْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ ٱقْضُوۤاْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونَ
٧١
فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ
٧٢
-يونس

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله تعالى: { مَتَـٰعٌ } مرفوعٌ على خبر ٱبتداءٍ؛ أي: ذلك متاعٌ.

قال * ص *: { مَتَـٰعٌ } جوابُ سؤالٍ مقدَّر، كأنه قيل: كيف لا يُفْلِحون، وهُمْ في الدنيا مفلحون بأنواعِ التلذُّذات؟! فقيل: ذَلِكَ مَتَاعٌ، فهو خبر مبتدإٍ محذوف. انتهى، وهذا الذي قدَّره.

* ص *: يُفْهَمُ من كلام * ع *.

وقول نوح عليه السلام: { يَٰقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي... } الآية: المَقَامُ: وقوف الرجل لكلامٍ أو خُطْبَةٍ أَو نحوه، والمُقَام - بضم الميم -: إِقامته ساكناً في موضعٍ أو بلدٍ، ولم يقرأ هنا بضَمِّ الميم فيما علمتُ، وتذكيره: وعظُه وزَجْره، وقوله: { فَأَجْمِعُواْ }: من أَجْمَعَ الرَّجُلُ عَلَى الشَّيْءِ، إِذا عزم عليه؛ ومنه الحديثُ: ما لم يجمعْ مكثاً، و{ أَمْرَكُمْ }: يريد به: قُدْرَتكُم وحِيَلكُمْ، ونصب «الشركاء» بفعل مضمر؛ كأنه قال: وَٱدْعُوا شَركَاءَكُمْ؛ فهو مِنْ باب: [الرجز]

عَلَفْتُهَا تِبْناً وَمَاءً بَارِدَاحَتَّى شَتَتْ هَمَّالَةً عَيْنَاهَا

وفي مصحفِ أبيٍّ: «فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ، وَٱدْعَوُا شُرَكَاءَكُمْ» قال الفارسيُّ: وقد ينتصب «الشركاء» بـــ«واو مع»؛ كما قالوا: جَاءَ البَرْدُ وَالطَّيَالِسَةَ.

وقوله: { ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً }: أيْ: ملتبساً مشكلاً؛ ومنه قوله عليه السلام في الهلال: « فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُم».

وقوله: { ثُمَّ ٱقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونَ }: أي: أنفذوا قضاءكُمْ نَحْوِي، ولا تؤخِّروني، والنَّظِرَةُ: التأخير.