وقوله سبحانه: { وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ }: يعني بالـ { آيَةٍ }؛ هنا: المخلوقاتُ المنصوبةُ للاعتبار الدالَّة على توحيد خالقها سبحانه، وفي مُصْحَفِ عبد اللَّه: «يَمْشُونَ عَلَيْهَا».
وقوله سبحانه: { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ }: قال ابنُ عبَّاس: هي في أهْل الكتاب، وقال مجاهد وغيره: هي في العَرَب، وقيل: نزلَتْ بسبب قَوْل قُرَيْشٍ في الطَّوَافَ، والتلبيةِ: «لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ إِلاَّ شَرِيكاً هُوَ لَكَ تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ»، وروي
"أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا سَمِعَ أَحدَهُمْ يَقُولُ: لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، يَقُولُ له: قطْ قطْ" ،أي: قفْ هنا، ولا تَزِدْ: إِلا شريكاً هو لَكَ، والـــ { غَاشِيَةٌ }: ما يغشَى ويغطِّي ويغمُّ، و{ بَغْتَةً }: أيْ: فجأة، وهذه الآية من قوله: { وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ }، وإِن كانَتْ في الكفَّار، فإِن العصاة يأخُذُونَ من ألفاظها بحظٍّ ويكون الإِيمانُ حقيقةً، والشِّرْكُ لغويًّا، كالرياء، فقد قال عليه السلام: "الرِّيَاءُ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ" .