خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولاً
٣٧
كُلُّ ذٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً
٣٨
ذَلِكَ مِمَّآ أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَّدْحُوراً
٣٩
أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِٱلْبَنِينَ وَٱتَّخَذَ مِنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ إِنَاثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً
٤٠
-الإسراء

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله سبحانه: { ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ... } الآية: الإِشارةُ بـ { ذَٰلِكَ } إلى هذه الآداب التي تضَّمنتها هذه الآياتُ المتقدِّمة، و{ ٱلْحِكْمَةِ } قوانينُ المعاني المُحِكَمة، والأفْعَالِ الفاضلة.

* ت *: فينبغي للعاقل أنْ يتأدَّب بآداب الشريعة، وأنْ يحسن العشرْة مع عَبادِ اللَّه، قال الإِمام فَخْرُ الدِّين ابْنُ الخَطِيب في «شرح أسماء اللَّه الحسَنى» كان بعضُ المشايِخِ يقولُ: مَجَامِعُ الخَيْرَاتِ محصُورَةٌ في أمرَيْنِ صِدْقٍ مَعَ الحَقِّ، وخُلُقٍ مع الخَلْقِ انتهى، وذكر هشامُ بنُ عبْدِ اللَّهِ القرطبيُّ في تاريخه المسمَّى بـــ «بهجة النَّفْسَ»، قال: دخَلَ عبدُ الملكِ بْنُ مَرْوَانَ على معاويةَ، وعنده عَمْرُو بن العاصِ، فلم يَلْبَثْ أنْ نَهَضَ، فقال معاوية لعمْرٍو: ما أكْمَلَ مُرُوءَةَ هذا الفتى! فقال له عمرو: إنه أخذ بأخْلاَقٍ أربعةٍ، وترك أخلاقاً ثلاثةً، أخذ بأحْسَنِ البشر إِذا لقي، وبأحْسن الاستماع إِذا حُدِّثَ، وبأحْسَنِ الحديثِ إِذَا حَدَّث، وبأحسنِ الرَّدِّ إِذا خولِفَ، وتركَ مُزَاحَ من لا يُوثَقُ بعقله، وتَرَكَ مخالَطَةَ لِئَامِ النَّاس، وتَرَكَ مِنَ الحديثِ ما يُعْتَذَرُ منْه انتهى.

وقوله سبحانه: { وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ... } الآية: خطابٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، والمراد غيره، «والمدحورُ» المهانُ المُبْعَدُ.

وقوله سبحانه: { أَفَأَصْفَـٰكُمْ... } الآية خطابٌ للعرب، وتشنيعٌ عليهم فَسَادَ قولهم.