خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً
٤٢
وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً
٤٣
هُنَالِكَ ٱلْوَلاَيَةُ لِلَّهِ ٱلْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً
٤٤
-الكهف

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله سبحانه: { وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ... } الآية: هذا خبر من اللَّه عزَّ وجل عن إِحاطة العذابِ بحالِ هذا المُمَثَّل به، و{ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ }: يريد يضَعُ بطْن إِحداهما على ظهر الأخرى، وذلك فعل المتلهِّف المتأسِّف.

وقوله: { خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا } يريد أن السقوف وَقَعَتْ، وهي العروش، ثم تهدَّمت الحيطانُ عليها؛ فهي خاوية والحيطان على العُرُوشِ.

* ت *: فسرَّ * ع * رحمه اللَّه لفظ { خَاوِيَة } في «سورة الحَجِّ والنَّمْل» بـــ«خالية»، والأحسن أن تفسَّر هنا وفي الحجِّ بـــ«ساقطة»، وأما التي في «النْمل»، فيتَّجه أن تفسَّر بـــ«خالية» وبــ «ساقطة» قال الزبيدِيُّ في «مختصر العَيْن» خَوَتِ الدَّارُ: باد أهلها، وخَوتْ: تهدَّمت انتهى، وقال الْجَوْهَرِيُّ في كتابه المسمَّى بـــ «تاج اللُّغِة وصِحَاحِ العَرَبِيَّةِ»: خَوَتِ النجومُ خَيًّا: أمحَلَتْ، وذلك إِذا سقطَتْ ولم تُمْطِرْ في نَوْئِهَا، وأَخْوَتْ مثله، وخَوَتِ الدارُ خُوَاءً ممدوداً: أقْوَتْ وكذلك إِذا سقطَتْ، ومنه قوله تعالى: { { فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُواْ } [النمل:52] أي: خاليةً، ويقال: ساقطة؛ كما قال: { { فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا } [الحج:45] أي ساقطة على سقوفها. انتهى وهو تفسيرٌ بارعٌ، وبه أقولُ، وقد تقدَّم إِيضاحُ هذا المعنى في «سورة البقرة».

وقوله: { يَٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا } قال بعض المفسِّرين: هي حكايةٌ عن مقالة هذا الكافِرِ في الآخرة، ويحتملُ أن يكون قالها في الدنيا على جهة التوبة بعد حلولِ المُصيبة، ويكون فيها زَجْرٌ لكَفَرة قريشٍ وغيرهم، «والفئة»: الجماعة التي يُلْجأُ إِلى نَصْرها.

وقوله سبحانه: { هُنَالِكَ } يحتمل أنْ تكون ظرفاً لقوله: { مُنتَصِراً } ويحتمل أنْ يكون { ٱلْوَلَـٰيَةُ } مبتدأ، و{ هُنَالِكَ }: خبره، وقرأ حمزة والكسائيُّ: «الوِلاَيَةُ - بكسر الواو -، وهي بمعنى الرِّيَاسَة ونحوه، وقرأ الباقون: «الوَلاَيَة» - بفتح الواو - وهي بمعنى المُوَالاَة والصِّلة ونحوه، وقرأ أبو عمرو والكَسائيُّ: «الْحَقُّ» بالرفع؛ على النعت لـــ«الولايةُ» وقرأ الباقون بالخفضِ على النعْتِ لـــ { لِلَّهِ } عزَّ وجلَّ، وقرأ الجمهور: «عُقُباً» - بضم العين والقاف - وقرأ حمزة وعاصم - بسكون القاف - والعُقُب والعُقْب: بمعنى العاقبة.