خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ
١٠٧
أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلْكُفْرَ بِٱلإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ
١٠٨
-البقرة

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله تعالى: { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ... } الآيةَ: المُلْك السلطانُ، ونفوذُ الأمرِ، والإِرادةِ، وجَمْع الضمير في { لَكُمْ } دالٌ علَىٰ أن المراد بخطاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم خطابُ أمته.

وقوله تعالى: { أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْـئَلُواْ رَسُولَكُمْ... } الآيةَ: قال أبو العالية: " إِن هذه الآية نزلَتْ حين قال بعض الصحابة للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: لَيْتَ ذُنُوبَنَا جَرَتْ مَجْرَىٰ ذُنُوبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي تَعْجِيلِ العُقُوبَةِ فِي الدُّنْيَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: قَدْ أَعْطَاكُمُ اللَّهُ خَيْراً مِمَّا أَعْطَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ" ، وتَلاَ: { { وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً } [النساء:110]، وقال ابنُ عَبَّاس: سَبَبُهَا أنَّ رافعَ بْنَ حُرَيْمِلَةَ اليهوديَّ سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم تفجيرَ عُيونٍ، وغير ذلك، وقيل غير هذا، وما سئل موسَىٰ - عليه السلام - هو أَنْ يرى اللَّه جهرةً.

وكنى عن الإِعراض عن الإِيمان والإِقبال على الكفر بالتبدُّل، و { ضَلَّ }: أخطأ الطريق، والسواء مِنْ كل شيءٍ الوسَطُ، والمعظَمُ؛ ومنه: { فِي سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } وقال حَسَّانُ بنُ ثابتٍ في رثاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم [الكامل]:

يَا وَيْحَ أَنْصَارِ النَّبِيِّ وَرَهْطِهبَعْدَ المُغَيَّبِ فِي سَوَاءِ المُلْحَدِ

والسبيلُ: عبارة عن الشريعة التي أنزلها اللَّه تعالَىٰ لعباده.