وقوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ... } الآية: هذه الآية محكمةٌ في الذين وَافَوْا علَىٰ كفرهم، واختلف في معنى قوله: { وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ }: والكُفَّار لا يلعنُون أنفسهم.
فقال قتادة، والربيع: المراد بـــ { ٱلنَّاسِ }: المؤمنون خاصَّة، وقال أبو العالية: معنى ذلك في الآخرة.
وقوله: { خَـٰلِدِينَ فِيهَا }، أي: في اللعنة، وقيل: في النار، وعاد الضمير علَيْها، وإِن لم يَجْرِ لها ذكر؛ لثبوتها في المعنى.
{ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ }، أي: لا يُؤَخَّرون عن العذاب، ويحتمل أن يكون من النَّظَر؛ نحو قوله تعالَىٰ:
{ { وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ } } [آل عمران:77] والأول أظهر؛ لأن النظر بالعين إنما يعدَّى بـــ «إلَىٰ» إلا شاذًّا في الشعر.