خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَاعِلِينَ
١٧
بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ ٱلْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ
١٨
وَلَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ
١٩
يُسَبِّحُونَ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ
٢٠
-الأنبياء

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله سبحانه: { لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً } الآية: ظاهِرُ الآية: الرَّدُّ على مَنْ قال من الكُفَّارِ في أَمْرِ مريمَ - عليها السلام -، وما ضَارَعَهُ من الكُفْرِ تعالى اللّه عن قَوْلِ المُبْطِلِينَ و «إن» في قوله: { إِن كُنَّا فَاعِلِينَ } يُحْتَمَلُ أَنْ تكونَ شرطيةً، ويحتمل أَنْ تكونَ نافِيَةً بمعنى: ما كُنَّا فاعلين، وكُلُّ هذا قد قيل، و «الحَقَّ» عام في القرآن والرسالة والشَّرْعِ، وكُلِّ ما هو حَقًّ، { فَيَدْمَغُهُ } معناه: يُصِيبُ دِمَاغَهُ، وذلك مُهْلِكٌ في البَشَرِ؛ فكذلك الحَقُّ يُهْلِكُ الباطِلَ، و { ٱلْوَيْلُ }: الخِزْيُ.

وقيل: هو اسمُ وادٍ في جَهَنَّمَ، وَأَنه المُرَاد في هذه الآية، وهذه مُخَاطَبَةٌ لِلْكُفَّارِ الذينَ وَصَفُوا اللَّه عز وجل بما لا يجوزُ عليه تعالى اللَّه عن قولهم.

وقوله { وَمَنْ عِندَهُ... } الآية: عند هنا ليست في المسافات وإنما هي تشريفٌ في المنزلة، { وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ } أي لا يكلون، والحسير من الإبل: المعِييُ.

وقوله: { لاَ يَفْتُرُونَ } وفي «الترمذي» عن أبي ذَرِّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنِّي أَرَىٰ مَالاَ تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لاَ تَسْمَعُونَ، أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ؛ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إلاَّ وَمَلُكٌ واضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِداً للَّهِ" الحديث قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح، وفي الباب عن عَائِشَةَ، وابنِ عَبَّاسٍ، وأَنَسٍ، انتهى من أصل الترمذي، أعني: جَامِعِهِ.