خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ
٣١
فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ
٣٢
وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي ٱلْحَيـاةِ ٱلدُّنْيَا مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ
٣٣
وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ
٣٤
أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ
٣٥
هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ
٣٦
إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ
٣٧
إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ ٱفتَرَىٰ عَلَىٰ ٱللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ
٣٨
قَالَ رَبِّ ٱنْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ
٣٩
-المؤمنون

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله سبحانه: { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ }.

قال الطبريُّ - رحمه اللّه -: إنَّ هذا القرنَ هم ثمودُ، قومُ صالح.

قال * ع *: وفي جُلِّ الروايات ما يقتضي أن قوم عاد أقدمٌ إلاَّ أنَّهم لم يُهْلَكُوا بصيحة.

قلت: وهو ظاهر ترتيب قَصَصِ القرآن أَنَّ عاداً أقدم، { وَأَتْرَفْنَـٰهُمْ } معناه نَعَّمْنَاهم، وبسطنا لهم الأموالَ والأَرْزَاقَ وقولهم: { أَيَعِدُكُمْ } استفهام على جهة الاستبعادِ و { أَنَّكُمْ }: الثانية بَدَلٌ من الأُولَى عند سيبويه، وقولهم: { هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ } استبعادٌ، وهيهات أحياناً تلي الفاعل دونَ لام تقول هيهاتَ مجيءُ زيد، أي: بعد ذلك ومنه قول جرير [الطويل]

فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ الْعَقِيقُ وَمَنْ بِهِوَهَيْهَاتَ خِلٌّ بِالْعَقِيقِ نُوَاصِلُهْ

وأحياناً يكون الفاعل محذوفاً، وذلك عند وجود اللام كهذه الآية، التقدير: بعد الوجود؛ لما توعدون قال صلى الله عليه وسلم ورد بأن فيه حذف الفاعل وحذف المصدر وهو الوجود وذلك غير جائز عند البصريين، وذكر أبو البقاء: أَنَّ اللام زائدة «وما» فاعل، أي: بعد ما توعدون.

قال أبو حيان: وهذا تفسير معنى لا إعراب؛ لأَنَّهُ لم تَثبُتْ مصدرِيَّةُ «هيهات»، انتهى. وقولهم: { إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا } أرادوا: أَنَّهُ لا وجودَ لنا غيرَ الوجودِ؛ وإنَّمَا تموتُ مِنَّا طائفة فتذهب، وتجيء طائفة جديدة، وهذا هو كُفْرُ الدَّهْرِيَّةِ.