خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ
٦١
وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
٦٢
بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَـٰذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذٰلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ
٦٣
حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِٱلْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ
٦٤
لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِّنَّا لاَ تُنصَرُونَ
٦٥
-المؤمنون

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله سبحانه: { أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } أي: إليها سابقون، وهذا قول بعضهم في قوله: «لها»، وقالت فرقةٌ: معناه وهم من أَجْلِها سابقون، وقال الطبريُّ عنِ ابن عباس: المعنى: سبقتْ لهم السعادَةُ في الأَزَلِ؛ فهم لها، وَرَجَّحَهُ الطبريُّ بأنَّ اللام متمكنة في المعنى.

وقوله سبحانه: { وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ } أظهر ما قيل فيه أنَّه أراد كتابَ إحصاءِ الأعمال الذي ترفعه الملائكة، وقيل: الإشارة إلى القرآن، والأول أظهر.

وقوله سبحانه: { بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَـٰذَا } اخْتُلِفَ في الإشارة بقوله: { مِّنْ هَـٰذَا } هل هي: إلى القرآن، أو إلى كتاب الإحصاءِ، أو إلى الدِّينِ بجملته، أو إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ { وَلَهُمْ أَعْمَالٌ } أي: من الفساد { هُمْ لَهَا عَامِلُونَ }: في الحال والاستقبالِ, والمُتْرَفُ: المُنَعَّمُ في الدُّنيا، الذي هو منها في سَرَفٍ، و { يَجْأَرُونَ } معناه: يستغيثون بصياح كصياح البقر، وكَثُرَ استعمال الجُؤَار في البَشَرِ؛ ومنه قول الأعشى: [المتقارب]

يُرَاوِحُ مِنْ صَلَوَاتِ المَلِيكطَوْراً سُجُوداً وَطَوْراً جُؤَارَا

وقال *ص*: جأر الرجل إلى اللّه تعالى، أي: تَضَرَّعَ؛ قاله الحُوفِيُّ، انتهى, وذهب مجاهد وغيره إلى أَنَّ هذا العذابَ المذكورَ هو الوعيدُ بيوم بَدْرٍ، وقيل: غيرُ هذا.

وقوله سبحانه: { لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ } أي: يقال لهم يوم العذاب: لا تجأروا اليوم.