خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلاۤ أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٠
وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
١١
وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ
١٢
فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
١٣
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَٱسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ
١٤
-القصص

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

{ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغاً } أي: فارِغاً من كلِّ شيء إلا من ذكر موسَى.

قاله ابن عباس.

قال مالك: هو ذَهَابُ العَقْلِ، وقالت فرقة: { فَارِغاً } من الصبر.

وقوله تعالى: { إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ } أي: أَمرِ ابْنِهَا، ورُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: كادتْ أُمُّ مُوسَى أن تَقُول: «وٱبْنَاهُ وَتَخْرُجَ سَائِحَةً عَلَى وَجْهِهَا». والرَّبْطُ على القلبِ: تأنيسُه وتقويَتُه، { وَلِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي: من المُصَدِّقين بوعدِ اللّهِ سبحانه وما أوحي إليها به، و { عَن جُنُبٍ } أي: ناحيةٍ، فمعنى { عَن جُنُبٍ }: عن بُعْد لَمْ تَدنُ مِنْهُ فَيُشْعَرَ لها.

وقوله: { وَهُم لاَ يَشْعُرُونَ } معناه: أنها أختُه، ووعدُ اللّه المسارُ إليه هو الذي أوحاه إليها أولاً، إمَّا بمَلَكٍ أو بمَنَامَةٍ، حسْبَمَا تَقَدَّمَ، والقَوْلُ بالإلْهَامِ ضَعِيفٌ أن يقالَ فيه وعدٌ.

وقوله: { أَكْثَرَهُمْ } يريد به القِبْطَ، والأَشُدُّ: شِدةُ البَدَن واستحكام أمره وقوتِه، و { ٱسْتَوَىٰ } معناه: تَكَامَلَ عَقْلُه، وذلك عند الجمهور مع الأربعين. والحكمُ: الحِكْمَةُ، والعلمُ: المَعرِفَةُ بشرعِ إبراهيمَ عليه السلام.