خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبْتُمُ ٱلْمُرْسَلِينَ
٦٥
فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَنبَـآءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لاَ يَتَسَآءَلُونَ
٦٦
فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ
٦٧
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٦٨
وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ
٦٩
وَهُوَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلأُولَىٰ وَٱلآخِرَةِ وَلَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٧٠
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ
٧١
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ
٧٢
-القصص

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله سبحانه { وَيَوْمَ يُنَـٰدِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ ٱلْمُرْسَلِينَ } هذا النداءُ أيضاً للكفَّارِ، و { فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَنبَآءُ }: معناه أَظْلَمَتْ عليهم جهاتُها.

وقوله: { فَهُمْ لاَ يَتَسَاءَلُونَ } معناه، في قول مجاهد: لاَ يَتَساءلون بالأرحامِ ويحتملُ أنْ يرِيدَ أنهم لا يتَساءلون عن الأبناء، ليقين جَميعهِم أنه لا حُجَّةَ لَهُمْ.

وقوله سبحانه: { فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ }.

قال كثير من العلماءِ: «عسى» من اللّه واجبة.

قال * ع *: وهذا ظَنُّ حَسَنٌ باللّهِ تعالى يُشْبِهُ كَرَمَه وفَضْلَه سبحَانه، واللازِمُ مِنْ «عسى»: أنها تَرْجِيَة لاَ وَاجِبَة، وفي كتاب اللّه تعالى: { { عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ } [التحريم:5].

* ت *: ومعنى الوجوبِ هنا: الوقوعُ.

وقوله سبحانه: { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ }، قِيلَ: سَبَبُها، قولُ قريش: { { لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [الزخرف:31].

ونحوُ ذلك من قولهم؛ فَرَدَّ اللّهُ عليهم بهذه الآيةِ، وجماعة المفسرين: أن «ما» نافيةٌ، أي: ليس لهم الخِيرَةُ، وذهبَ الطبريُّ إلى أن { ما } مفعولة بـ { يَخْتَار } أي: ويختارُ الذي لَهُمْ فيه الخِيَرةُ، وعن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم "مِن سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ اسْتِخَارَتُهُ اللّهَ، وَمِنْ شَقَاوَتِهِ تَرْكُهُ" رواه الحاكم في «المستدرك»؛ وقالَ: صحيحُ الإسنادِ، انتهى من «السلاح». وباقي الآية بَيِّنٌ. والسَّرْمَدُ مِنَ الأَشْيَاءِ: الدَّائِمُ الذي لا ينقطعُ.