وقوله تعالى: {يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَـٰكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً...} الآية، هذه الآيةُ فيها تأنيسٌ للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين، وتكريم لجميعهم.
وقوله: {وَدَاعِياً إِلَى ٱللَّهِ بِإِذْنِهِ} أي: بأمره {وَسِرَاجاً مُّنِيراً} استعارةُ للنور الذي تَضَمَّنهُ شرعُه.
وقوله تعالى: {وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ فَضْلاً كِبِيراً}.
قال * ع *: قال لنا أبي ـــ رحمه اللّه ـــ: هذه الآيةُ من أرْجَىٰ آية عندي في كتاب اللّه ـــ عز وجل ـــ.
قال أبو بكر الخطيب أخبرنا أبو نعيم الحافظ ثم ذكر سنده إلى ابن عباس قَال: قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
" أنَزَلت علي آية {يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَـٰكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً} قال: شاهداً: على أمتك، ومبشراً: بالجنة، ونذيراً: من النار، وداعياً: إلى شهادة أن لا إلٰه إلا اللّه، بإذنه: بأمره، وسراجاً منيراً: بالقرآن" . انتهى، من «تاريخ بغداد» له، من ترجمة «محمد بن نصر». وقوله تعالى: {وَدَعْ أَذَاهُمْ} يحتمل أن يريدَ أن يأمره تعالى بترك أن يؤذِيهم هو ويعاقبهم، فالمصدر على هذا مضافٌ إلى المفعول، ويُحْتَمَلُ أن يريدَ: أعْرِض عَن أقوالهم وما يؤذونك به، فالمصدر على هذا التأويل مضاف إلى الفاعل؛ وهذا تأويل مجاهدٍ، وباقي الآية بيّن.